بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه،
وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد ذكرت المصادر التاريخية الكثير عن فترة حكم الدولة المملوكية، وهي دولة المماليك،
وكما تذكر المصادر أنه إهتم حكام الدولة المملوكية بالعمارة، وخاصة الناصر محمد بن قلاوون
والذي أَكثر من بناء العمائر حيث يعد عصره من أزهى عصور الدوله المملوكية
ومن أَهم منشآته في مدينة القاهرة الميدان العظيم، والقصر الأبلق بالقلعة، والإيوان ومسجد القلعة، والميدان الناصري،
وبستان باب اللوق، وقناطر السباع، ومن بين الأعمال العظيمة التي أنجزت في عصر الناصر محمد حفر قناة من الإسكندرية إلى فوة،
وبذلك أَعاد وصل الاسكندرية بالنيل، وبلغ إهتمام الناصر بالعمارة.
أن أفرد لها ديوانا، وبلغ مصروفها كل يوم اثني عشر ألف درهم وقد تمثلت العمارة في الدولة المملوكية عامة في المساجد، والقبور، وبالنسبة لعمارة المساجد في الدولة المملوكية فقد إحتفظت بالتقاليد السابقة الموجودة في الدول السابقة للدولة المملوكية، فهي مؤلفة من صحن مكشوف تحف به أربعة أروقة، ومن حرم مغطى، وقد أخرجت لنا العمارة المملوكية العديد من المساجد الشهيرة منها مسجد بيبرس الأول، والذي تم إنشاؤه عام ستمائة وسبعة وستون من الهجرة، الموافق عام ألف ومائتان وتسع وستون ميلادي، وهو من أقدم المساجد المملوكية، وبالنسبة لآخر مسجد مملوكي هو مسجد السلطان مؤيد، والذي تم إنشاؤه عام ثماني مائة واربعة وخمسون من الهجرة الموافق ألف وربعمائة وخمسون ميلادي، وقد تم إنشاء العديد من المساجد المهمة، ومنها مسجد السلطان قلاوون.
والذي تم إنشاؤه عام ستمائة وأربعة وثمانون من الهجرة، الموافق عام ألف ومائتان وخمسة وثمانون ميلادي، وهذا المسجد يعد من أهم المساجد المملوكية وأجملها، وهو مجموعة معمارية تتضمن بيمارستانا، ومسجدا ألحقت به مقصورات للطلاب، ثم ضريح السلطان، وتبدو واجهة هذه الأبنية شديدة الزخارف مؤلفة من مشاك عالية ذات أقواس منكسرة، وهناك أيضا مسجد ومدرسة السلطان حسن الذي أنشأ عام سبعمائة وأربعة وستون من الهجرة، الموافق عام ألف وثلاثمائة وثلاثة وستون ميلادي، والذي يعد نموذجا معماريا متميزا، حيث يقوم البناء على سطح منحدر، يبدو بمدخله الفخم وقد سبقه درج يوصل إلى دهليز يؤدي إلى الصحن المربع الشكل، تنفتح من جهاته الأربع إيوانات ذات قبة منكسرة، ولكن الإيوان المجابه للمدخل هو الأوسع، وفيه محراب القبلة.
وفي وسطه مقصورة مرفوعة، وإلى جانبي المحراب بابان يصلان الحرم بصالة كبرى ذات قبة هي مدفن السلطان حسن، وتتصل الأواوين الجانبية بغرف ومقصورات تشكل مدرسة بذاتها، تسمح بإقامة الطلاب وبدراستهم، وتنهض في مقدمة البناء مئذنتان، وهناك في دمشق وحلب مساجد تعود إلى ذلك العصر أنشأها نواب السلطان، منها جامعي تنكز ويلبغا في دمشق، وفي حلب جامع الطنبغا وجامع الأطروش أقبغا، وبالنسبة لمآذن الجوامع المملوكية فقد إهتم المعمار عموما بتزيين المآذن بالمقرنصات أو بالقيشاني، وغيرها، وقد ظهرت المئذنة المزدوجة الرؤوس كما في مئذنة الغوري في الجامع الأزهر، وتزين المساجد المملوكية سقوف مدهونة وزجاج ملون في النوافذ، وتنزيل الرخام في الجدران، مع تبليطات هندسية، كما تزين واجهات هذه الأبنية.
كسوات رخامية أو حجرية حمراء أو بيضاء، ومحاريب شاقولية ومقرنصات، ويتميز مسجد قايتباي أيضا بمزايا زخرفية متميزة، وكما أن هناك العديد من العمائر الأخرى التي إهتم المماليك بإنشائها، مثل المدرسة وكانت مؤلفة من إيوانين متقابلين مفتوحين على صحن، وقد تلحق بالمدرسة غالبا أضرحة ومصليات، وظهر في هذا العصر بناء الجامع والمدرسة، وأنشأ المماليك أيضا الخانقاه والتي كانت أشبه بمدرسة مخصصة للصوفية أو للتجار حيث يكون لهم جناح في هذا المبنى لمزاولة أعمالهم، والخانات هي فنادق للمسافرين والقوافل تتكون من طابقين أو أكثر، الطابق السفلي مخصص لحفظ البضائع والدواب، والطوابق العليا للسكن، والوكالات وكانت مخصصة للتجار
المسافرين.
صدى – مصر من مصر لكل العالم