أعظم الحضارات التي مرت على تاريخ البشرية

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين فضل بعض الشهور علي بعض،

وفضل الأماكن علي بعض فضل البيت الحرام وبيت المقدس وطور سيناء علي كل الأماكن فاقسم بهم في القرآن الكريم

فقال تعالي ” والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين ” وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،

له الملك وله الحمد وهو علي كل شيء قدير شرف أرض مصر وجعلها آمنة فقال تعالي علي لسان نبيه يوسف عليه السلام ”

وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين ” وأشهد أن سيدنا محمد رسول الله أوصي بأهل مصر خيرا فقال “أحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمة ورحما” فاللهم صل علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد ذكرت المصادر التاريخية الكثير عن مصرنا الحبيبة، فعلى أرضها وعلى ضفاف نهر النيل قامت حضارة من أعظم الحضارات التي مرت على تاريخ البشرية

 

وهى الحضارة الفرعونية، التي لا تزال آثارها شامخة حتى الآن وشاهدة على عبقرية المصريين القدماء وإبداعهم في كافة المجالات، كالأهرامات والمومياوات المحنطة، التي تشهد على عبقريتهم في مجالي الهندسة والطب، وكما أن خيرات مصر الكثيرة جعلتها على مر التاريخ مطمعا للغزاة الذين حاولوا الإستيلاء على خيراتها وتحطيم حضارتها إلا أن أبنائها وقفوا صامدين أمام كل هذه التحديات والصعوبات، وضحوا بأرواحهم حتى تبقى عظيمة وشامخة كما كانت، والمتأمل لتاريخ مصر عبر العصور يجدها كانت ومازالت مهد للكثير من الحضارات التي قامت على أرضها، فقد حباها الله عز وجل بحدود طبيعية آمنة، وصحراوات في الشرق والغرب، ومصدرا ثابتا للمياه وهو نهر النيل، مناخا معتدلا، وموقعا متميزا ربطها بقارات العالم الثلاثة الأساسية.

 

كل ذلك جعلها تحظى بمكانة مرموقة عبر التاريخ، ولقد حظيت مصرنا الحبيبة أيضا بالتشريف وخلدها القرآن الكريم والسنة النبوية، وورد ذكرها أكثر من مرة موصوفة بكل ما هو جميل، بالأمن والأمان والخيرات والزروع والمقام الكريم، ولم يثني الله تبارك وتعالى على أي بلد في العالم بمثل هذا الثناء، والأدلة على ذلك كثيرة، حيث قال تعالى في سورة يوسف ” فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين” وعن أبي ذر رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إنكم ستفتحون مصر وهى أرض يسمى فيها القيراط، فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها، فإن لهم ذمة ورحما ” وكما أن مكانة مصر العظيمة دفعت الكثير من العلماء والمؤرخين إلى الكتابة عنها للثناء على حضارتها وفضائلها الكثيرة، فقد قال ابن خلدون.

 

وهو أحد علماء الحضارة الإسلامية عن مصر ” لم أرى في البادية أو الحاضرة مدينة زاهرة مثل القاهرة ” ولقد تغزل الكثير من الصحابة رضوان الله عليهم في مصر وخيراتها، فقد قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما من أراد أن ينظر إلى الفردوس فلينظر إلى أرض مصر حين تخضر زروعها، ويزهر ربيعها، وتكسى بالنوار أشجارها وتغني أطيارها، ووصف عبد الله بن عمرو بن العاص مصر لعمر بن الخطاب رضي الله عنهم، قائلا “مصر درة ياقوته لو استخرج السلطان كنوزها لكفت الدنيا بأسرها” ويجب علينا نحن أبناء مصر أن نعيد أمجادها ثانية، ولن يتحقق ذلك إلا بالعمل الكاد لدفعها نحو التقدم والإزدهار، وعلينا أيضا أن نحافظ عليها وعلى مؤسساتها ولا نهدر خيراتها، وأن نكون عيونا ساهرة لحماية أمنها واستقرارها، ونتكاتف معا لدرء أي خطر يهددها.

 

والتصدي لأي محاولة للنيل منها، ومصرنا العظيمة تستحق منا أن نقف بجوارها ليعلو شأنها، تخليدا لإسمها وذكرها في كتاب ربنا عز وجل، ويجب ألا ننسى أن القرآن الكريم وصفها بالأمان، لذلك يجب أن نتصدى لأي محاولات للتخريب أو الشغب، كي نتمكن من إستكمال مسيرة العظماء قبلنا لنسلمها بعد ذلك لأبنائنا ونوصيهم بها خير وصية، ونسأل الله أن يحفظ مصرنا من كل مكروه وسوء، فمصر الكنانة ما هانت على أحد، الله يحرسها عطفا ويرعاها، ندعوك يارب أن تحمي مرابعها، فالشمس عين لها والل

يل نجواها.

شارك مع اصدقائك

عن دكتوره مرفت عبد القادر

شاهد أيضاً

حديث الساعة اليوم بين الشباب والفتيات

عدد المشاهدات 5371 168   بقلم / محمـــد الدكـــروري الحمد لله وفق من شاء للإحسان …