إن الله يحب مكارم الأخلاق 

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا،

من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،

وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد لقد أثنى نبينا المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم،

علي رجل يسمي حاتم الطائي ولما أتى بسبايا طيء وقفت جارية في السّبي،

فقالت يا محمد، إن رأيت أن تخلي عني ولا تشمت بي أحياء العرب،

فإني بنت سيد قومي، وإن أبي كان يحمي الذمار، ويفك العاني، ويشبع الجائع ويطعم الطاعم ويفشي السلام ولم يرد طالب حاجه قط،

أنا إبنة حاتم الطائي فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم يا جارية هذه صفة المؤمنين حقا،

لو كان أبوك مسلما لترحمنا عليه، خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق، وإن الله يحب مكارم الأخلاق.

 

فقام أبو بردة بن نيار فقال يا رسول الله، الله يحب مكارم الأخلاق؟ فقال صلي الله عليه وسلم “والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة إلا حسن الأخلاق ” وهذا خالد بن الوليد رضي الله تعالى عنه، وإذ كان سيفا سله الله تعالى على المشركين، وكما قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ” نعم عبدالله خالد بن الوليد سيف من سيوف الله ” وإذ لأجل هذا كان يحنو عليه نبينا صلى الله عليه وسلم، ولأن مثل هؤلاء الشجعان غالبا ما يسبقهم سيفهم إلى الذود، ومن تنكيل بعدو الله تعالى وعدوهم، وتراهم يسابقون سيوفهم، بل إن رماحهم أيضا تسابقهم، إثخانا في الكافرين، وإنكاء في المشركين، والحاصل أنه تأويل للتصرفات، وأنه إجتهاد أمام الوقائع والمناسبات، وأليس من هذا عمد أو ضنينة، وألا يقع من أخيه إصرار أو شحيحة ولو من طرف خفي، أو من ثقب جلي، وأليس مراد هذا، أو أخيه أيضا.

 

كان المخالفة، وإنما هؤلاء قوم كان عنوانهم المحالفة، وهذا بيان لخلق هذا الدين، وحين لا يستقوى على النساء العوازل ولأن القوة والبأس، وإنما تكون أمام الرجال، وللرجال، ولأن المرأة مسكينة، وإذ ليست تملك غالبا من قوة، وإذ إنها لمغبونة إلا من حيلة وبه فإن حيلتها وقد أضحت من قوتها وإذ ليست تتشوف وغالبا إلى شملة دفع وقتال، وإذ ليست تهفو دائما إلى لأمة حرب ونزال، وبالتالي وحين توجد في الصف، فينبغي تحويل دفتها، وبرفق الإسلام المعروف، ولعلها تبلغ قومها أن دينا أكرم النساء لقمن اتباعه، وها هنا يكون مكسب ولائها أعظم، ومن ضربة سيف من حده، أو من طعنة رمح أو غمده، ومن رجل مقاتل، كان خسار أن يضرب به امرأة ولما لم تنازله، وحين لم تقاتله، وخاصة أنه صلى الله عليه وسلم بيّن أنها لم تكن تقاتل، وهذا نبي يعمل بوحي.

 

وقوله ومن ثم وحي، وهي إذ لم تقاتل، أو لعل عين مخابراته الساهرة قد أبلغته، أو لعل عيون الملائكة الكرام البررة قد أعلمته، أو كلاهما، والله أعلم، ولما كان من ضعف المرأة القارورة الحنونة الرقيقة ما علم تواترا، وإنما قد أنزلها ديننا هذه المنزلة، وليزداد عطاؤها، وكلما أمعن الرجال معاشرهم وفي حسن عشرتها، ولكسب مودتها، وبذل مهجتها، وإذ ترى بيتا تنزلت عليه السكينة، وإذ تحسب أن منزلا غشيته الرحمة والأمن والطمأنينة، وكذا العسيف وهو الأجير وكذا الذرية وهم النساء والأطفال والشيوخ، وسائر من لم يرتكب قتالا، وكل من لم تدل وقائع الميدان أن قد لطخ بدم مسلم بريء، والأجير المنهي عن قتله هنا، هو ذلكم أجير الدواب أو الحراثة أو المزارعة أو المصانعة، أو ما نحا نحو ذلك، وأما أجير الحرب والمقاتلة، فإن حكمه حكم المقاتل ولا فرق ولا غرو.

شارك مع اصدقائك

عن دكتوره مرفت عبد القادر

شاهد أيضاً

أهل الصلاح أصحاب رسالة

عدد المشاهدات 5371 180 بقلم محمد الدكروري الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان …