الأمانات الهامة في حياة الأفراد

بقلم محمد الدكروري


الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صاحب الخلق العظيم والقلب الرحيم ورحمة الله للخلق أجمعين اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد اعلموا يرحمكم الله إن من الأمانات الهامة في حياة الأفراد والمجتمعات والدول الأمانة في جانب المهنة والعمل والوظيفة فكم نسمع وكم نتحدث عن ذلك الموظف الذي لا ينجز معاملات الآخرين بل ويأخذ على ذلك الرشاوى والهدايا أو عن ذلك المعلم الذي فرط في رسالته فلا يؤديها كما ينبغي أو عن ذلك المدير الذي يتأخر عن دوامه فتتعطل كثير من مصالح المسلمين أو عن ذلك الشرطي أو رجل المرور الذي يقصر في عمله.

وكم نتحدث عن ذلك المهندس الذي يغش في عمله أو ذلك المصنع الذي لا يلتزم بمعايير الجودة في منتجاته وكم نسمع أنين المرضى وآهات ذويهم وهم يحدثوننا عن المستشفيات ومظاهر الإهمال فيها وجشع بعض الأطباء وتشخيصهم الخاطئ للمرض وكم نسمع ونتعامل مع صاحب الورشة وهولا يتقن عمله فيقوم بتغيير القطع والتدليس والغش وربما أعيد له الجهاز أو الآلة المراد إصلاحها أكثر من مرة، وكم نتداول المنتجات ونقارن بين منتجاتنا وغيرنا من أمم الأرض فنجد الفرق الكبير والبون الشاسع ولو كان هناك قليل من الشعور بالمسئولية والأمانة مع الخبرة لأضحت دول العالم أسواق لمنتجاتنا، ولعلنا لا ننسى ذلك المسئول وصاحب المنصب الذي يأتي متأخرا إلى دوامه الوظيفي ولا يكتفي بذلك بل يحتجب عن الناس في مكتبه وهم يقفون في طوابير.

قد جاؤا من مناطق بعيدة فمن ينجز معاملاتهم ؟ روى أبو مريم الأزدي قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من ولي من أمور المسلمين شيئا، فاحتجب دون خلتهم وحاجتهم وفقرهم وفاقتهم إحتجب الله عنه يوم القيامة دون خلته وحاجته وفاقته وفقره، فيا أخي الموظف، كن سهلا لينا حبيبا لطيفا في تعاملك مع مرؤوسيك ومراجعيك، وعليك بمساعدة من تستطيع منهم ومد يد العون له في حدود النظام والتعليمات، ودونما ضرر أو ضرار، وتذكر أن من يسّر على مسلم، يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، وأن من رفق بمسلم رفق الله به في الدنيا والآخرة، فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بيتي هذا ” اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشقّ عليهم، فاشقق عليه ومن ولي من أمر أُمتي شيئا فرفق بهم، فارفق به ” رواه مسلم.

فيا أخي الموظف احرص على حسن الخلق مع من يراجعك من المسلمين بأن تحييه وتستقبله بكلمة طيبة وتودعه بأحسن منها، فكم هو جميل ونبيل، وأن تنزل كل إنسان منزلته إحتراما لسنه أو لعلمه أو لفضله، وعود نفسك أن تكون بشوشا مبتسما قدر الإمكان ومهما كانت ضغوط العمل ومتاعبه وإياك أن تعد مراجعا فتخلف وعدك له وحاول قدر إستطاعتك أن لا يخرج المراجع من مكتبك إلا وهو راض عنك وداعيا لك بالخير حتى وإن لم تقض حاجته، ولا تنس ما روي عن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له ” لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ” رواه مسلم، وما أحسن قول الشاعر أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإنسان إحسان، بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونفعنا بما فيهما من الآيات والحكمة، أقول قولي هذا، وأستغفر الله تعالى لي ولكم

شارك مع اصدقائك

عن محمد البحيري

شاهد أيضاً

الإستسلام للمألوف يخمد نار الفكر

عدد المشاهدات 5371 231 بقلم محمد الدكروري  إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله …