الإستسلام للمألوف يخمد نار الفكر
محمد البحيري
16 سبتمبر، 2025
الدين والدنيا
عدد المشاهدات 5371 232
بقلم محمد الدكروري
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله، وأصحابه، وسلم تسليما كثيرا ثم أما بعد اعلموا يرحمكم الله أن النجاح يكون محال إذا كنت أنت تبني وغيرك يهدم، وهذا يحتاج منك أن تهندس نفسك مع هذا المجتمع وكيف تتعايش معه وتمضي قدما، وقف أخي مع حديث قاتل التسعة وتسعون نفس كانت نجاته هو تغير المكان السوء” ولتعلم أولا أن الله هو وحده الذي إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون، وتأمل أخي وقفة النبي صلى الله عليه وسلم عندما كلمه عمه في شأن الدعوة وقريش ” والله يا عم ” قوة لا تضاهيها قوة ونقوي إرادتنا بأمور منها، وإقنع نفسك لا تكن مترددا.
فهل تدرس أو لا تدرس، وهل تحفظ أو لا تحفظ، وهل تخطب أو لا تخطب، وثقف ذهنك وإقرأ كثيرا كثيرا ليكن زادك بالليل والنهار، وحبب إلى نفسك النظام في بيتك ومسجدك وعملك وحياتك كلها واحفظ هذه الحكمة ضع لكل شئ في مكانه، وتأمل كم تضل عندما تبحث عن شئ في بيتك ومكتبتك، وإحرم نفسك شيئا إعتادته مثل الحلوى مثلا بعد الأكل والنوم في أوقات من اليوم والطعام غير مجرى حياتك، وإبتكر وأبدع وأت بجديد ولا تقل لا جديد وليكن شعارك وإني لآت بجديد ولا تقل لا جديد وليكن شعارك وإني لآت بما لم تستطعه الأوائل، وتعرف على شخصيات ناجحة وخالطهم واقرأ عنهم من جميع المجالات، وكما عليك تغيير بيئتك وتعلم أن السفر له فوائد عديدة، وعليك أن تحدد هدفك وليكن هدفا ساميا عاليا شامخا واجعل أهدافك الصغرى تحقق الهدف الكبير.
ونظم وقتك حتى تستفيد منه وليكن التخطيط دليلك لذلك، وعليك أن تكسب عدد كثير من الناس ليكونوا عونا لك لتنجح وتعاون معهم ليتعاونوا معك في تحقيق هدفك، وساعد غيرك على النجاح وقد قيل إذا ردت أن تكون مهما فكن مهتما، ولا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه، وكن متفائلا فلا ينجح اليائس والنبي صلى الله عليه وسلم يحب الفأل الحسن، واعلم أولا وأخيرا ما هي علاقتك بربك وقد يقال لماذا أخرت هذه النقطة وأقول إنني إنتهجت نهجا نبويا فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال تنكح المرأة لأربع وختم بالدين ليكون حاكما لا محكوما، فكل ما ذكرناه من إرادة قوية وثقة وعلاقة مع الناس إذا كان موجودا وعلاقتك بالله فاشلة فالكل فاشل وإذا كانت معك تلك الصفات وعلاقتك بالله قوية نقول لك أبشر فإن بنيانك على تقوى وخير، فيا أخي أذكر الله كثيرا واستعن به في كل أعمالك.
وأجتنب معصيته يوفقك واعلم أن الله الموفق والمعين، ونختم بذكر حقائق لا تقبل الجدل، فالحقيقة الأولى هي أن من لا يتقدم لا يبقى في موقعه بل يتقهقر، والحقيقة الثانية هي أن قوة الأفكار لا تجدي مالم تقترن بالتغيير، والحقيقة الثالثة هي الإستسلام للمألوف يخمد نار الفكر، الحقيقة الرابعة هي أن العقل خلق ليعمل والمعرفة الجيدة إذا لم تهدي للعمل فإنه يعطلها فالعلم للعمل، فمطلوب من المؤمن أن لا يكون فاشلا في حياته وعاطلا بل نريد منه أن يكون نموذجا رائعا لكل الناس في عمله وجهاده ودعوته، فيا أخي الموظف المسلم، يا من عليه الإخلاص والإتقان والدقة، يا من ائتمن على قضاء مصالح المسلمين وحوائجهم، إعلم أن الوظيفة وسيلة للعيش الشريف والكسب النظيف وما من موظف إلا وهو مسؤول عن وظيفته، ومؤتمن من خلالها على مصلحة من مصالح المسلمين.
في حياتهم ومجتمعهم، لذا كان على كل موظف مسلم أن يجعل من وظيفته طاعة لمولاه جل في علاه، وعبادة يتقرب بها إليه سبحانه وتعالى لاسيما وأن الأعمال بالنيات وليس للإنسان إلا ما نوى كما أخبر بذلك معلم الناس الخير رسول الله صلى الله عليه وسلم.