بقلم محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما،
أما بعد اعلموا أيها المسلمون أن الله تعالى لا يرضى أن يُضارّ والد ولا والدة بسبب ولدهما،
فقال الله تعالى كما جاء في سورة البقرة ” لا تكلف نفس إلا وسعها ولا تضار والدة بولدها ولا مولود له بولده”
وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قوله صلى الله عليه وسلم ” كفي بالمرء إثما أن يضيع من يعول”
والإضاعة كما تكون بعدم الإنفاق المادي تكون أيضا بالإهمال في التربية الخُلقية والدينية والاجتماعية،
كما أن الواجب على الآباء أن يحسنوا تربية أبنائهم دينيا وجسميا وعلميا وخُلقيا.
ويوفروا لهم ما هم في حاجة إليه من عناية مادية ومعنوية، وقد أوضحت دار الإفتاء المصرية بخصوص
هذا الموضوع،
أنه ما لم يغلب على ظن الإنسان أن لديه القدرة على تحمل مسئولية الأولاد، فإنه ما لم ينظم عملية الإنجاب
عرض نفسه لتكلف ما يفوق وسعه من واجبات، بل تعرض بذلك للوقوع في إثم الإخلال بحقوق
من سيعولهم من الأبناء،
بما يعود عليه وعلى زوجته وأولاده بالمشقة والضرر، وإن هناك العديد من الروايات
تتحدث عن أشخاص ورايات تظهر قبيل ظهور الإمام المهدي، وتقوم بتهيئة الأرض له والتمهيد لظهوره،
كالرواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم “يخرج ناس من المشرق فيوطئون للمهدي”
بل إن أمنية كل مؤمن أن يكون في ركب جنود الإمام القائم عند ظهوره.
وفي الرواية عن الإمام الباقر”فيا طوبى لمن أدركه وكان من أنصاره” والمخلصون
يعملون على التمهيد لظهوره، وتهيئة الأرض ومواءمة الظروف لتحقيق شرائط الظهور،
وتحقيق اليوم الموعود، وفي رواية أنه سئل الإمام محمد التقي” لماذا سمي القائم؟
فقال “لأنه يقوم بعد موت ذكره وارتداد أكثر القائلين بإمامته، فقيل له ولماذا سمي المنتظر؟
فقال لأن له غيبة يكثر أيامها، ويطول أمدها، فينتظر خروجه المخلصون، وينكره المرتابون، ويستهزىء بذكره الجاحدون، ويكذب بها الوقاتون،
ويهلك فيها المستعجلون، وينجو فيها المسلمون” وقيل عن صفات المخلصين للحجة في غيبته الممهدين له؟
وعن صفات أصحابه هو الإيمان بالغيب، وإن وجود الإمام الحجّة أصبح من الغيب نتيجة غيبته،
والإيمان به إيمان بالغيب.
والإيمان بالغيب هو من صفات المتقين، لذلك كان الإيمان بالإمام الحجة متيسرا على المتقين،