أخطر قاتل فى التاريـــخ عمرو بن ود

كتب / اسامة عبدالخالق

دخل على المسلمين فقال

تزعمون أن موتاكم فى الجنة وموتانا فى النار ،

لقد اشتقتُ إلى النار ،

أما اشتاق أحـــــد منكم إلى الجنة ..؟

ثم أنشـــــد ..

ولقد بححتُ من النداء بجمعكم هل من مبارز ؟

ووقفتُ إذ وقف الشجاع بموقف البطل المناجز ،

إنى كذلك لم أزل متسرعاً نحو الهزاهز ..

فرد عليه علي بن أبي طالب ،

فقال :

لا تعجلنَ فقد أتاك مُجيبُ صوتِكَ غيرُ عاجز ،

ذو نيةٍ وبصــــيرةٍ والصدق مُنجى كل فائِز ،

إنى لأرجو أن أقيـــم عليك نائِحة الجنائز ،

من ضربةٍ نجلاء يبقى ذِكرُها عند الهزائِز ،

فقال عمرو : استصغروكَ فأرسلوك ..!!

فرد عليًُ : بل استحقروكَ فأرسلونى ..

فقال عمرو : إن أباكَ كان صديقى ،

ولا أُريد أن أفجعهُ فى قـــبره ..

فرد عليًُ : إن أباك لم يكن صديقي ،

وأنا أريد أن أفجعهُ فى بك قبره ..

فقال عمرو : إذهب فأنا لا أُريد أن أريق دمك ..

فرد عليُّ : وأنت أُريدُ أن أُريق دمك ..

وأضاف عليُّ :

سمعتُ أنك إذا خُيرت بين ثلاث أخترت واحداً ،

فقال عمرو : نعـــم ، فهاتنى الأولى ،

فقال له عليُّ : الأولى أن ترجــــع

فقال عمرو : أنا لا ازحفُ من القتال ،

أتفعل ، مالم يستطع أن يفعله جيش بأكمله ،

أتريدنى أن أعـــــــود .. !!

هاتنى الثانية ..

قال له عليُّ : أن تشهدُ أن لا إله إلا الله ،

وأن محمداً رســـــول الله ..

فقال عمرو :

والله لو كان رأسى فى قاع جهنم ما قلتها .. !!

اطرح خيارك الأخـــير ،

فقد قبلت به قبل أن اعرفه ..

فقال له عليُّ :

أن تبارزنى أنا على الأرض وأنت على فرسك ..

فاستشاط عمرو غيظاً ،

ونزل من على فرسه ونحره بسيفه ،

وشق فرسه نصفـــين ..

فــــبدأ القتال ..

فضرب عمرو عليُّ بن أبي طالب على كتفه ،

فقطع رداء رسول اللّه ،

ثم ضربه ضربةً ثانية ،

على رأسه فانفجر الدمُ من رأسه ..

فارتفع الغبار ،

فلم يرى الناسُ من يَضرِب ومن يُضرب ،

حتى ارتفعت صرخة اهتزت منها أرجاء المدينة ..

هدأ القتال ونزل الغبار وبان الأبطال ..

فإذا بعليُّ يقف على صــدر عمرو ،

وهو يحملُ رأس الشقي عمرو ،

على سن سيف رســول اللّه ..

فناداهُ النبى صلى الله عليه وسلم ،

وقال له : كيف قتلته .. ؟

فقال له ذكرنى الشيطان بصولاته وجولاته ،

فتذكرت عظمة الله ،

فاحتقرتهُ فى عينى فقتلته ..

ثم أشار على جثته فقال :

عَبَد الحِجارةَ من سفاهة عقلهِ ،

وعبَـــدتُ رب محـــــمدٍ بصوابى ،

لاتحسبن الله خاذِل دينهِ ونبيهِ يامعشر الاحزابِ .

شارك مع اصدقائك

عن اسامه عبد الخالق

شاهد أيضاً

مظاهر التكريم الرباني لبني آدم

500 198 بقلم محمد الدكروري الحمد لله وكفى، وما قلّ وكفى خير مما كثر وألهى، …