أشد أنواع الفواحش وأخطرها
.فرحه الباروكي
15 أغسطس، 2025
الدين والدنيا
عدد المشاهدات 5371 177
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله الذي أحاط بكل شيء علما وأحصى كل شيء عددا، له مافي السماوات ومافي الأرض ومابينهما وماتحت الثرى، أحمده سبحانه وأشكره وأتوب إليه واستغفره، نعمه لاتحصى، وآلاؤه ليس لها منتهى وأشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له وأشهد ان محمدا عبده ورسوله هو أخشى الناس لربه وأتقى دلّ على سبيل الهدى وحذَّر من طريق الردى صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه، معالم الهدى ومصابيح الدجى، والتابعين ومن تبعهم بإحسان وسار على نهجهم
واقتفى أما بعد إن الإسلام هو دين العفة والطهر والنقاء، والعزة والقوة ولذا حرم الله تعالى الفواحش ما ظهر منها وما بطن لأن الفواحش مصدر الضعف والهلاك والذل والهوان، فقال الله تعالى كما جاء في سورة الأعراف ” قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن “
وأشد أنواع الفواحش وأخطرها هو الزنا، تلك الجريمة المنكرة والفاحشة المدمرة التي تؤدي إلى الهلاك والهوان، والفقر والمرض، وغضب الله تعالى ومقته، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ” إجتنبوا السبع الموبقات، أي المهلكات، وذكر منها الزنا ” وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه قال أن غلاما شابا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله أتأذن لي في الزنا ؟ فصاح الناس به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم قربوه، ادنو، فدنا حتى جلس بين يديه، فقال النبي عليه الصلاة والسلام أتحبه لأمك فقال لا، جعلني الله فداك، قال كذلك الناس لا يحبونه لأمهاتهم، أتحبه لابنتك ؟ قال لا جعلني الله فداك قال، كذلك الناس لا يحبونه لبناتهم، أتحبه لأختك ؟ وزاد ابن عوف حتى ذكر العمة والخالة، وهو يقول في كل واحد لا جعلني الله فداك، وهو صلى الله عليه وسلم يقول كذلك الناس لا يحبونه.
فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على صدره وقال “اللهم طهر قلبه واغفر ذنبه، وحصن فرجه، فلم يكن شيء أبغض إليه منه ” فعليك أيها المسلم أن تدعو بهذا الدعاء “اللهم طهر قلبي واغفر ذنبي، وحصن فرجي ” ولسوف يكون الزنا أبغض شيء إلى قلبك بإذن الله تعالى، وهذه ذكرى لكل من رزقه الله زوجة، أو رزقها زوجا، أن يتقوا الله تعالى ويحمدوه ويشكروه على هذه النعمة العظيمة وهي إحصان الفروج بالزواج،
وليس من وقع في فاحشة الزنا وهو لم يتزوج كمن وقع فيها وهو متزوج، فهذا عذابه ونكاله أشد وأعظم من ذاك، وإن العلاقة الآثمة المحرمة بين المتزوجين والمتزوجات من أخطر الذنوب، وأشد الخطوب وأعظم الكروب لأن الله تعالى قد أغنى كلا منهم بزوج وزوجة، يقضي معه ومعها وطره ونزوته، فمن ابتلي بهذه الفاحشة.
وقد منّ الله عليه بالزواج والإحصان فهذه وصايا لعل الله تعالي أن ينفع بها وهو سرعة التوبة إلى الله تعالي توبة صادقة أكيدة نصوحا من فعل الفاحشة، والإكثار من الإستغفار، والإنكسار بين يدي الله العزيز الغفار، فهو يغفر الذنوب جميعا، فقال الله تعالى كما جاء في سورة النور ” وتوبوا إلي الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ” وكما قال تعالى ” يا أيها الذين آمنوا توبوا إلي الله توبة نصوحا ” وكما أن من الوصايا هو الإستعانة بالله، والإستعاذة به من شر الفرج، والتوكل عليه في ذلك، فمن توكل على الله كفاه، ومن توكل على الله فهو حسبه، وكذلك الحرص على غض البصر لكلا الجنسين، لاسيما من لديه رغبة وغريزة للآخرين، فلا تنظرا إلى ما يحرك الشهوة، ويفجر النزوة، وتذكرا دائما قول الحق سبحانه وتعالى ” قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم “