بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه،
وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية أن الرياح والهواء آية من آيات الله الكونية في هذا الكون الفسيح،
وأن أمر هذا الهواء بيد الله سبحانه وتعالي يحركه الله بأمره كيف يشاء قد يجعل الله من الهواء رحمة وقد يجعل الله منه عذابا،
فإن أصل من الأصول المهمة لحياة الخلائق هو الهواء، فالجسد لا يستطيع أن يعيش إلا بالهواء،
أليس كذلك؟ وهل يستطيع أحد أن يعيش بغير هواء ؟ أ
هم شيء عند الخلائق في الدنيا كلها وأغلى شيء هو الهواء لأن الإنسان لا يستغني عنه لحظة، ولذا جعل الله عز وجل الهواء مما لا سلطة لأحد عليه، هو معنا في كل مكان، في المسجد هواء.
في الشوارع هواء، وفي البيوت هواء وفي السيارة هواء، وفي الطيارة هواء نتنفسه نتنسمه نترطب به نسافر به ونستبشر به واليوم نتواصل ويكلم بعضنا بعضا من خلاله بل ويري بعضنا بعضا من خلاله وكل ذلك هبة من هبات الوهاب سبحانه وتعالي الشاهد في الموضوع بيان أن الهواء هو أغلى ما في هذا الوجود قد يصبر المخلوق ويعيش بدون طعام فترة من الزمن قد يعيش المخلوق بدون ماء فترة من الزمن لكن الهواء إذا حبس عن المخلوق إختنق ومات وهذا يسري علي الثقلين وعلي الطير والشجر وعلي كل دابة علي وجه الأرض، فإنه نعمة عظيمة هو هذا الهواء، وأعظم ما فيه أنه لا يباع ولا يشترى وإنما هو بين أيدينا مجانا نتنفسه نتنسمه نترطب به نسافر به ونستبشر به واليوم نتواصل عبر الهواء ويكلم بعضنا بعضا من خلاله بل ويري بعضنا بعضا من خلاله.
ولو كان الهواء يباع ويشتري لمات كثير من الخلائق، لأن على الهواء مدار الحياة، ولا يستطيع مخلوق أن يستغني عنه لحظة واحدة، فجعله الله تعالي مجانا، وجعله في كل مكان وفوق كل أرض، وتحت كل سماء، وفي أي مكان في الدنيا لا تدخل إلا والهواء معك فهو نعمة من الله، وهبة من الله عز وجل تستوجب الشكر ليل نهار، وتستوجب الحفاظ عليها، فلا نلوث الهواء ولا نفسده بذنوبنا ومعاصينا فقد ثبت أن من شؤم الذنب أنه يفسد الماء والهواء والثمار والديار، فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين، وقال ابن مسعود رضي الله عنه ” فقد مضى خمسة الدخان، والروم، والقمر، والبطشة، واللزام” ولقد أوجد الله تعالى الكون من حولنا شاهدا بربوبيته، مقرا بوحدانيته، طوع أمره، رهن مشيئته، فلما خلق الله تعالى الأرض إستدعى السماء وهي دخان، ومعها الأرض فحضرتا.
فقال الله تعالى ” ثم إستوي إلي السماء وهي دخان فقال لها وللارض أئتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين ” وهذا ابن مسعود رضي الله عنه يذكر لنا حال قريش كيف إستعصت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا بالكون كله يتأثر، والهواء يتغير، فصار ما بين السماء والأرض كهيئة الدخان، حتى جاء زعيم قريش أبو سفيان راغما يتوسل إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو لقريش كي يرفع عنها البلاء، ولقد كان السلف يفتشون بين الحين والحين في التغيرات التي تحدث حولهم خوفا من أن يكون عذابا ينزل بهم، فعن عبد الله بن أبي مليكة قال غدوت على ابن عباس رضي الله عنهما ذات يوم فقال “ما نمت الليلة حتى أصبحت” قلت “لم؟” قال “قالوا طلع الكوكب ذو الذنب فخشيت أن يكون الدخان قد طرق، فما نمت حتى
أصبحت “