أمهات الفضائل والأخلاق المرضية
دكتوره مرفت عبد القادر
14 أكتوبر، 2025
الدين والدنيا
عدد المشاهدات 5371 167
بقلم محمـــد الدكـــروري
الحمد لله الذي أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة وجعل أمتنا وله الحمد خير أمه وبعث فينا رسولا منا يتلو علينا آياته
ويزكينا وعلمنا الكتاب والحكمة وأشهد أن لا إله إلا الله وحدة لا شريك له شهادة تكون لمن اعتصم بها
خير عصمة وأشهد أن محمد عبدة ورسوله أرسله للعالمين رحمة وخصه بجوامع الكلم
فربما جمع أشتات الحكم والعلم في كلمة أو شطر كلمة صلى الله علية وعلى أله وأصحابه
صلاه تكون لنا نورا من كل ظلمة وسلم تسليما، فأوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل
واتقوا يوما الوقوف فيه طويل والحساب فيه ثقيل ثم أما بعد لقد رغّب الإسلام الحنيف في خلق الصدق،
وشدد على وجوب التمسك به، وجعله من أمهات الفضائل والأخلاق المرضية، فعن عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر،
وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق، حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب، حتى يكتب عند الله كذابا” رواه مسلم، ووصف الله تعالى أهل الصدق بأنهم أهل التقوى وقال عز وجل في سورة الزمر ” والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين ” والصادقون آمنون مطمئنون من الفتن والريب التي يجرها الكذب إلى أهله، فعن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة، والكذب ريبة ” ابن حبان، والصدق نجاة من الأخطار، والكذب مورد الأخطار والفجار.
ويأمر الإسلام أتباعه أن يسيروا في ركاب الصادقين، حيث قال الله تعالى ” يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ” ولأهمية الصدق وفضله، فإن الإسلام الكريم يوصي أتباعه أن يغرسوا في نفوس الناشئة التدرب على الصدق حتى يتعودوا عليه، فعن عبدالله بن عامر بن ربيعة رضي الله تعالى عنه قال ” دعتني أمي يوما، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا، فقالت ها، تعال أعطيك، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أردتي أن تعطيه؟ قالت أعطيه تمرا، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أما إنكي لو لم تعطه شيئا، كتبت عليك كذبة” وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” من قال لصبي تعالى هاك، ثم لم يعطه، فهي كذبة” ومن صدق مع الله تعالى في نيته ومطلبه، أعطاه الله تعالى ما يريد.
فعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” من طلب الشهادة صادقا، أعطيها ولو لم تصبه ” رواه مسلم، وهذه حال عبد صدق مع الله في نيته فصدقه الله تعالى، فعن شداد بن الهاد الليثي رضي الله تعالى عنه ” أن رجلا من الأعراب جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فآمن به واتبعه، ثم قال أهاجر معك، فأوصى به النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه، فلما كانت غزوة، غنم النبي صلى الله عليه وسلم سبيا، فقسم وقسم له، فأعطى ما قسم له، وكان يرعى ظهرهم، فلما جاء دفعوه إليه، فقال ما هذا؟ قالوا قسم قسمه لك النبي صلى الله عليه وسلم، فأخذه فجاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال ما هذا؟ قال قسمته لك، قال ما على هذا اتبعتك، ولكني إتبعتك على أن أرمى إلى ها هنا، وأشار إلى حلقه بسهم، فأموت فأدخل الجنة.
فقال إن تصدق الله يصدقك، فلبثوا قليلا، ثم نهضوا في قتال العدو، فأتي به النبي صلى الله عليه وسلم يحمل قد أصابه سهم حيث أشار، فقال النبي صلى الله عليه وسلم أهو هو؟ قالوا نعم، قال صدق الله فصدقه، ثم كفنه النبي صلى الله عليه وسلم في جبة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قدمه فصلى عليه، فكان فيما ظهر من صلاته اللهم هذا عبدك خرج مهاجرا في سبيلك، فقتل شهيدا، أنا شهيد
على ذلك “