من ملفات المخابرات المصريه افعي النيل الحلقه الأولي
remon
30 سبتمبر، 2021
مقالات
عدد المشاهدات 5371 126
بقلم الكاتب : حسام العجمي
مأخوذه من ملفات المخابرات العامة
القاهره عام 1968
انطلق رنين مكتب العقيد نبيل فكري قائد سلاح الصاعقه الذي اسرع برفع سماعته
نبيل : افندم
استمرت المكالمة لخمس دقائق كان خلالها العقيد يكتب التعليمات التي تملي عليه
مرددا كلمه تمام يا افندم لأكثر من عشر مرات وفي نهاية المكالمة
نبيل : تمام يا افندم سأقوم بإرسال مدير مكتبي حالا و شخصيا لضمان السرية
وما إن وضع سماعه التليفون حتي ضغط علي الزر الخاص باستدعاء مدير مكتبه الذي
سارع بالرد
نبيل : تعال يا فاروق
دخل فاروق مؤديا للتحية العسكرية
نبيل : لوحات تصميم قواعد الصواريخ بالسويس انتهت ,عليك بالذهاب الي الهيئة الهندسية لاستلامها وبعدها الي الموقع مباشره
فاروق : تمام يا افندم ….لكن عذرا …هل يمكن ان يحل مصطفي زميلي محلي في هذه المهمة …
نبيل : دون ان اعرف السبب لهذا الطلب فالإجابة لا ..فالرسومات هندسيه وانت مهندس …وسيكون عليك شرحها بموقع العمل وتدوين الملاحظات الخاصة بها
فاروق بحزن : تمام يا افندم ….متي سأذهب
نبيل : ستذهب الساعة …الآن
تلجلج فاروق وبدا عليه بعضا من الحيرة
نبيل : ما بك
فاروق : لا شيء يا سيدي …لا ( ثم صمت لثواني ) لا شئ
تأكد نبيل ان هناك ما يشغل بال مدير مكتبه فلم يرد ان يكمل الحديث فيما يشغله حتي لا يشعر بشيء من الذنب تجاهه
نبيل : تمام يا سياده النقيب …اذهب حالا الي اللواء….واستلم منه اللوحات وتوجه من فورك الي السويس لتسليمها بنفسك
فاروق بشيء من حزن وقليل من الارتباك : تمام يا افندم
نبيل : سأنتظرعودتك حتي تحكي لي ما بك
خرج فاروق حزينا وبدأ في لملمه اوراقه وشعر زميله بالغرفة مصطفي ذلك
مصطفي : ما بك ? لم تكن عابسا هكذا عند دخولك مكتب القائد ما الذي حدث?
نظر فاروق اليه : ضاع موعد لقائي مع هبه بالنادي واليوم مباراة التنس الخاصة بها
اقترب منه مصطفي مستوضحا فحكي له عن المهمة التي كلفه بها قائدهما دون ان يوضح له كنيتها
مصطفي : فاروق ..هذه الفتاه لا تليق بك ولا تليق انت بها
فاروق : كيف تقول هذا !!! انا احبها واريد الزواج منها
مصطفي : صدقني معيشتها وتفكيرها واسلوبها وحريتها الزائدة عن الحد …كل هذه الاسباب تجعل ارتباطك بها صعبا بل ومستحيلا خاصه وانها تهوي هذه الحياه
فاروق : سأظل احاول معها ولن أيأس
مصطفي : ترفق بنفسك فهي تتعالي عليك ولا تطيقك
فاروق غاضبا : بل قل ثقل لا اكثر
مصطفي : اهدأ و هيا يا فاروق أذهب لمهمتك ولا تقصر في أدائها فأنت تعلم ان سياده العقيد يري فيك نفسه ويحبك كابن له ويثق بك كثيرا ثم نكمل حين نعود
نادي الجزيرة أحد نوادي أبناء الذوات وباشوات مصر القدامى ولا يدخله إلا الأثرياء- ملعب التنس
تجمع عشرات من اعضاء النادي يشاهدون المباراة النهائية للآنسات والتي انتهت بفوز هبه عبد الحميد
فتاه جامعيه في السنه الثانية بكليه الآداب لغة فرنسيه , جميله, رشيقة, عيناها تشعان بريقا عجيبا يشعر من ينظر خلالهما انهما تتحدثان , طموحه جدا تبغي ان تطول السماء بيديها .
بعد المباراة تجمع اصدقائها من حولها يهنئونها
إحدى صديقاتها : اين سيكون احتفالنا بفوزك هذا , بيتك ام ….
هبه ضاحكه : أم طبعا ..( بصوت عالي )….الجميع يتجه الي شاليه صحارا سيتي فأبي لم يسافر بعد الي ليبيا حيث يعمل واليوم بيتنا به صديقات امي
انطلقت صيحات الجميع فرحا
وفي المساء وصل الجميع إلي الشاليه و تجمع الأصدقاء ووصلت هبه مرتديه فستانا اسودا ذو حمالات رفيعة وصدر مفتوح شئ ما و ظهرها اكثر عريا وقد صبغت لون شعرها الي اللون الذهبي فاضفي عليها الكثير من الجاذبية خاصه مع تلك الحلي الذهبية التي ترتديها …فكانت تبدو كفاتنه من فاتنات هوليوود بحق كعادتها , فقد كان لها اسلوبها الخاص في الملبس وتسريحات الشعر.
وما إن ولجت الي الشاليه حتي توالت صيحات الاعجاب من الشباب المتواجد وتجمعوا من حولها آما عن زميلاتها فحدث عن الغيرة التي في عيونهن ولا حرج.
بدأ الحفل , وما بين الرقصات الأجنبية المعروفة في تلك الايام وكئووس الخمر المتداولة انقسم الشباب الي مجموعات ,واحده تلعب القمار , اخري جالسه خارج الشاليه يتداولون فيما بينهم السجائر المحشوة بالمخدرات والأخيرة تجلس بصاله الشاليه وفي يد كل واحدا منها زجاجه بيره وقد قاموا بتشغيل فيلما سينمائيا ممنوعا من العرض لما به من لقطات فاحشه وكانت هبه في هذه المجموعة .
هبه : أرأيتم الحرية ? هكذا هي الحياه كما يجب ان تكون…. فالبطلة تحب البطل واهلها تركوها لتعيش معه دون زواج حتي يقتربون من بعضهما البعض
احد اصدقائها : فعلا , ما اجمل الحرية ( ضاحكا ) روعه
هبه : انت تتحدث هكذا لرغبتك في الجنس المجاني لا أن تكون لك حياه مستقله …تحب هذا..وترافق هذا …تلبس ما تريد …وتأكل ما تريد …هذا ما ابحث عنه انا لا اريد رقيبا ( صبت كاس لها )
الصديق بخبث : وماذا عن فاروق …النقيب فاروق
هبت هبه واقفه : اللعنة…إياك ان تذكره امامي فسيرته تثير اعصابي
إحدى صديقاتها : ولم? أنه يحبك بحق
هبه :أنا لا احب هذا النوع من الرجال الرومانسيين ( وبدأت بالسير وسط اصدقائها وهي تنظر الي السماء) , احب الرجل القوي الصارم في كل شئ ( تغمز بعينيها لصديقتها ) كل شئ يا ميرڤت وهذا النقيب بعيد كل البعد عن هذا الصنف من الرجال
ميرفت بشيء من خبث : مثل عزمي
التفتت هبه بغضب شديد وحدجت ميرڤت بنظرات ناريه إذ لم تكن تتوقع ان تنطق هذا الإسم وهي تعلم ما يمثله هذا الإسم بالنسبه لهبه و لثوان بدات تستعيد ذكرياتها مع صاحب هذا الإسم
عزمي الدمرداش , ابنا لأب كان يحمل لقب بك رسمي كما إن جده كان باشا , عائله أرستقراطية بحق لم تمسها الثورة بسوء اذ اسرع والده بدعمها من اول يوم لها .
تعرفت هبه عليه التصقت به وكانت في الثامنة عشر حينها ثم طلب التقدم للزواج منها وما إن راته الام واستعلمت عنه حتي صار عزمي هدفا لها بأن تكمل هذه الزيجة باي شكل .
خطب عزمي هبه بدبله ذهبيه واعدا امها بإحضار أهله فور عودتهم من اوروبا حيث يقضون إجازتهم و بدات الأم تسمح بما لا يسمح به فصار يسهر مع هبه للفجر سواء داخل المنزل او خارجه حتي جاء اليوم الذي اخبرها فيه بقرب عوده والديه وبانهم أبلغوه بأن شقه الزمالك ستكون هديتهم له ليتزوج بها.
اصرت هبه في هذه الليلة علي الذهاب لرؤيتها ,رفض عزمي في اول الامر إلا انه إنصاع في نهايته بعد ضغطها الهائل.
وصل الاثنان وصعدا متشابكين الأيادي وبعد ان جالت داخل الشقة بحريتها عادت إليه وكان قد اعد كؤوس الخمر ومع قليل من الموسيقي الهادئة بدآ أمسيتهما برقصه هادئة , لم تكن هبه لتعترض علي اي شئ سيطلبه عزمي منها فبعد كل تلك الشهور صارت تتعامل معه كزوج لا كخطيب وما بين الرقص والشرب وغيرهما انفجرت مشاعر الإثنين .
في اليوم التالي, احست هبه بنوع من القلق حين لم يتصل بها عزمي في موعده المعتاد واتصلت به فلم يرد وانطلقت لتسأل عنه بمنزله
نزل رد حارس المنزل عليها صاعقا : عزمي بك سافر الي اوروبا هذا الصباح.
لم تشعر هبه بالحزن علي فقدها أعز ما تملك فهي ابعد من التفكير في ذلك لكنها أدركت لحظتها ان القوه في المال فإن هي امتلكت المال فهي لن تنكسر او تنخدع مره اخري فالاحتياج جعلها تضعف وتقبل ان تنصاع وتحب عزمي كان يحزنها سقوطها في حبه وانها اعطت ولم تأخذ شيئا لذا فعليها من الآن أن تخطط كي تصبح ثريه بأي شكل من الأشكال , حتي لا تتنازل عن شئ آخر بلا مقابل .
وفي هذا اليوم رحل قلب هبه واقامت له جنازه وتقبلت العزاء فيه بعدما أقرت بأن سبب ضعفها كان هذا العضو الصغير الذي خلقه الله ليحيا الانسان فقط فهي لن تحب احدا بعد اليوم إلا نفسها ولن تحترم اي رجلا يحب فهو من المؤكد كاذب أوله هدف آخر وعلي من يريدها ان يثبت لها ذلك و بالبرهان قبل كل شئ.
بعد ثوان من الصمت
ميرڤت : ماذا بك أين ذهبتي
هبه بغضب مكتوم وشرر بعيناها : إن جاء ذكر هذا الإسم علي لسانك أو حتي فكرتي به مره اخري سأخسرك للأبد هل تسمعينى
المصادر
الصعود الي الهاويه
المجموعه 73
ويكيبديا