بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله الذي شمل بخلقه ورحمته ورزقه القريب والبعيد، سبحانه وتعالي
“وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين”
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين
وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله هو أفضل النبيين والمؤيد بالآيات البينات والحجج الواضحات والبراهين صلى اله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،
ثم أما بعد لقد أصبح الإنترنت جزءا أساسيا من حياة جميع البشر بمن فيهم الأطفال،
فهذا جيل ولد ليضغظ علي زرا فيفتح به شاشة، وقد يظن بعض الآباء أن أطفالهم آمنون في غرفهم
وهم مع أجهزتهم وحواسيبهم بعيدا عن مخاطر الشوارع ورفاق السوء،
وذلك لأنهم عندما يتصلون بالإنترنت يكونون هادئين،
ولا يكاد يصدر عنهم صوت يزعج هدوء المنزل.
لكنهم لا يعرفون ما الذي يشاهده أطفالهم حقا، وقد ذكرت دكتورة أمريكية في محاضر عن إدمان الإنترنت أنها قد وصلت إلى نتيجة بعدة أسئلة تطرح على مستخدم الشبكة، فإذا أجاب على أحدها بالإيجاب فهو مدمن إنترنت، ومن تلك الأسئلة هو أن تسأله هل هدد إرتباطك بالإنترنت وظيفتك أو علاقتك الأسرية؟ وهل ترى في الإنترنت وسيلة للهرب من مشاكل حياتك اليومية؟ وهل تكذب بشأن عدد الساعات التي تمضيها مع الإنترنت؟ إلى غير ذلك من الأسئلة، ومن أعراض الإدمان هو الأرق وهو إجهاد اليدين، وآلام الظهر وآلام المعصم من كثرة العكوف على الجهاز، وكما ذكرت المصادر أن هناك نصائح لمستخدم الإنترنت ومنها إذا كنت في غنى عن هذه الشبكة فإستغني عنها ولا تسمح لأولادك بالذهاب إلى مقاهي الإنترنت، وإذا كنت من المضطرين إلى إستخدامها.
فإليك هذه الوصايا، ولا تسلم هذه الشبكة إلى الصغار والمراهقين والمراهقات فهذا خطر بالغ جدا لا يمكن أن يرضي به مسلم، ويجب أن ينحصر إستخدام هذه الشبكة فيمن يستفيد منها، وفيما يفيد مثل الإستفادة الشرعية من دعوة ونشر علم، وكذلك أصحاب رسائل الماجستير والدكتوراة، الأطباء، وغيرهم، ويجب أن يمنع من إستخدامها كل من يريد المشاهدة وإثبات القدرة على إختراق المواقع، من الفضول، وحب الإستطلاع، وغير ذلك، وكما عليك أن نستخدم الإنترنت في البحث عن المواقع الإسلامية الصحيحة العقيدة والمنهج، والإستفادة من تلك المواقع، ولا يغرك الشيطان بأن يزين لك الإشتراك في الإنترنت بحجة الدعوة إلى الله تعالي وأنت غير صادق فيما تقول، وإذا أردت أن تعرف لماذا إشتركت في الإنترنت؟ فأنظر في المواقع التي تتصل عليها؟
وما هو الغالب منها؟ وهل هي المواقع الإسلامية أم أنها مواقع أخرى؟ فيا أيها الأخ الكريم إلى أي حد نفقد تعاليم ديننا ونبتعد عنه إذن نحن ولجنا في هذه الشبكة العنكبوتية بقصد الإطلاع على المواقع الإباحية والإستمتاع كما يزعمون بمشاهدة تلك الصور الفاضحة المخزية، فيا أخي أكرمك ألا تعلم أن داء الشهوة والغرام يؤدي بالإنسان إذا تعلق به ودخل في يقلبه إلى الوصول أحيانا إلى الكفر بالله سبحانه، وكان أحدهم مغرما بغلام غسمه أسلم فمرت عليه فترة ولم يري ذلك الغلام فأصابه المرض حتى وعده أحدهم أن يحضر له الغلام الآن، فكان ينتظره على أحر من الجمر وعندما جيء بالغلام فكر الغلام في نفسه، وقرر أن يرجع فذهبوا إلى ذلك الرجل وقالوا له لقد رجع الغلام فأنشد أبياتا في الغلام منها ” لقاؤك أشهى لي من رحمة الخالق الجليل ” أرأيت يا أخي أن البداية كانت حب وغرام بريء كما يقال فكانت النهاية كفر بالله سبحانه والقصص على هذا الشيء كثيرة جدا
ومعروفة.
صدى – مصر من مصر لكل العالم