الانتخابات البرلمانية النظيفة.. ضمانة لمستقبل مصر

بقلم: سامة عبدالخالق 

الانتخابات البرلمانية ليست مجرد سباق على المقاعد أو منافسة على منصب،

بل هي مسؤولية وطنية كبرى، تتعلق بمستقبل الدولة وثقة الشعب في ممثليه

تحت قبة البرلمان. فبرلمان نزيه يعني تشريعات قوية، ومراقبة حقيقية للحكومة،

ومشاركة فعالة في صنع القرار.

إن نزاهة الانتخابات تبدأ من وعي المواطن. فلا مكان للخداع أو شراء الأصوات أو استغلال

احتياجات الناس من أجل مكاسب شخصية. فصوت الناخب ليس سلعة تُباع وتشترى،

بل هو أمانة تحدد شكل البرلمان لسنوات قادمة. ومن هنا، فإن مسؤولية الناخب في حسن

اختيار المرشح توازي تمامًا مسؤولية الدولة في ضمان نزاهة العملية الانتخابية.

المرشح الحقيقي ليس من يوزع الأموال أو الوعود الزائفة، بل من يمتلك برنامجًا واضحًا،

وضميرًا وطنيًا، وخبرة حقيقية في خدمة الناس. فعضو البرلمان لا يُنتخب لمكانة اجتماعية أو وجاهة،

بل ليكون صوتًا للمواطنين، ينقل مشاكلهم ويشارك في صياغة القوانين التي تمس حياتهم اليومية.

كما أن من الضروري مراعاة الطبيعة الجغرافية لكل دائرة انتخابية؛ فمرشح الصعيد يختلف

عن مرشح المناطق الساحلية أو الحضرية. فلكل منطقة خصوصياتها واحتياجاتها،

ومن يمثلها يجب أن يكون ابن بيئتها، ملمًا بتفاصيلها، وقادرًا على تقديم حلول واقعية لمشكلاتها.

إن بناء برلمان قوي يبدأ من صندوق انتخابي نظيف، ومن وعي شعبي يرفض الزيف،

ويؤمن أن التغيير لا يأتي من الشعارات بل من الاختيار الواعي. وعلى الدولة والأحزاب السياسية

أن تتحمل مسؤوليتها الكاملة في ضمان الشفافية والنزاهة في كل مراحل العملية الانتخابية.

فالبرلمان القوي لا يصنعه المال أو المصالح، بل يصنعه الشعب الواعي.

وإذا أحسنا الاختيار، فإننا سنحصل على مجلس يعكس إرادة المصريين الحقيقية،

ويكون ركيزة من ركائز الجمهورية الجديدة.

شارك مع اصدقائك

عن اسامه عبد الخالق

شاهد أيضاً

الحياة غايات ومقاصد ومهام ووظائف

عدد المشاهدات 5371 120 يقلم محمد الدكروري الحمد لله السميع البصير، وأشهد أن لا إله …