التسلط والتنمر الإلكتروني
محمد البحيري
9 نوفمبر، 2025
مقالات
عدد المشاهدات 5371 132
بقلم محمد الدكروري
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ذكرت المصادر الكثير عن الإنترنت وعن أضرارة ومخاطرة، وإن من مخاطر الإنترنت الشديدة يتمثل في المحتوى غير اللائق، والتسلط والتنمر الإلكتروني
الذي يواجهه العديد من صغار السن، والمحتالين عبر الشبكة الذين يتواصلون مع الأطفال بإستخدام التطبيقات والمواقع التي يتفاعل فيها هؤلاء الصغار، وقد يتظاهر المحتالون
بمظهر طفل أو مراهق يتطلع إلى العثور على صديق جديد، ويحثّون الطفل على تبادل المعلومات الشخصية، مثل العنوان المنزلي ورقم الهاتف، أو يشجعون الأطفال على الاتصال بهم
والتواصل معهم تمهيدا لإستغلالهم والتغرير بهم وهنا يجب أن يكون الآباء على دراية بما يراه أطفالهم ويسمعونه على الإنترنت.
ومن يلتقون وما يشاركونه عن أنفسهم، ولهذا يجب على الآباء والأمهات الحديث مع أطفالهم، ومراقبة أنشطتهم بدلا من الإعتقاد أنهم هادئون وآمنون في غرفهم، وذكرت المصادر في هذا السياق، أنه تحذر نيك ويتون، مديرة مدرسة “جيه إتش جودوين” الابتدائية في مدينة تشيستر البريطانية، من الهدوء الظاهري للأطفال وهم متصلون بالشبكة فهذا “الصمت قد يكون مضللا”
كما تؤكد ويتون في تصريحات لشبكة “بي بي سي” التي نشرت أخيرا تقريرا مطولا عن هذا الموضوع، وتوضح مديرة المدرسة التي تضم مائة وثمانين تلميذا تراوح أعمارهم بين الرابعة والنصف إلى الحادية عشر “يمكن أن يصاب الأطفال بصدمة نفسية بسبب مقاطع الفيديو المروعة التي يشاهدونها على الإنترنت” وتشرح السيدة ويتون أنها ترى “أطفالا لا تتجاوز أعمارهم ست سنوات.
يلعبون ألعاب حاسوب ذات التصنيف الثاني عشر على الإنترنت، ولدينا حالات لأطفال يحتاجون إلى دواء للنوم، وهذا أمر مقلق جدا” وتضيف بعض الأطفال الذين يأتون إلى المدرسة ينامون في الصف الدراسي ولا ينتبهون لدراستهم، لأنهم كانوا مستيقظين طوال الليل وهم يلعبون على أجهزتهم وهواتفهم، وبلغ الأمر ببعضهم تنظيم مسابقة على واتساب أيهم يلعب مدة أطول ويمكنه البقاء مستيقظا أطول وقت، وكان الفائز طفلا أرسل آخر رسالة في الساعة الرابعة فجرا، وبالإضافة إلى مشاهدة المحتوى غير اللائق عبر الإنترنت، أو السهر إلى وقت متأخر، يمكن أن يكون الأطفال المتصلين بالإنترنت عرضة للاعتداء الجنسي ومثل هذه القضايا مألوفة للباحثة البريطانية المتخصصة بهذا الموضوع ريتشيل أوكونيل التي درست وحققت في عدد كبير من قضايا المتعلقة.
بإساءة معاملة الأطفال عبر الإنترنت، وعملت على تقنيات إحصائية لتحديد المعتدين، حسب ما ذكرت شبكة “بي بي سي” في تقريرها السابق، وفي سياق بحثها، دخلت إلى الإنترنت متظاهرة بأنها طفلة تبلغ من العمر ثماني سنوات وليس لديها أصدقاء في المدرسة، وتريد تكوين صداقات جديدة عبر الشبكة، وفي الحقيقة فإن فهمها لعقلية “الحيوانات المفترسة” التي تطارد الأطفال يجعلها تؤكد أن “الأطفال الوحيدين غالبا ما يكونون هدفا” وتزور السيدة أوكونيل في عملها العديد من المدارس، وتجد أن كثيرا من الآباء ليس لديهم أدنى فكرة عن التطبيقات التي يمكن لأطفالهم الوصول إليها وتوضح “يبدو أن وضع صور سيلفي عارية على الإنترنت قد أصبح من طقوس المرور الآن، وهو أمر لا يعرفه الآباء الذين لا يعرفون كيف يصبحون آباء على صعيد العالم الرقمي”
وهو ما يولد شعورا بالعجز والحيرة لديهم، وكما ذكرت المصادر أن القانون يحظر على أي موقع أن يطلب من الطفل تقديم معلومات شخصية أكثر من اللازم للعب لعبة أو الدخول في مسابقة عبر الشبكة، وأن للتخلص من هذه الحيرة وهذا العجز، ولمعالجة هذه المشكلة الخطيرة وضعت المفوضية الأوروبية إستراتيجية خاصة للتعامل معها بهدف توفير بيئة آمنة للأطفال على الشبكة الدولية، وتسعى هذه الإستراتيجية إلى زيادة الوعي وتعزيز محو الأمية الرقمية بين القاصرين وأولياء الأمور والمعلمين، كما أنها تحارب مواد الإعتداء الجنسي على الأطفال عبر الإنترنت من خلال شبكة خطوطها الساخنة.