التعليم ليس ساحة تعذيب بل وسيلة بناء

بقلم / اسامة عبدالخالق

ظلم طلاب الثانوية العامة بعد امتحانات صعبة لجميع المستويات

مع انتهاء موسم امتحانات الثانوية العامة، تتعالى أصوات آلاف الطلاب وأولياء الأمور في

أنحاء الجمهورية، معبّرين عن حالة من الغضب والصدمة بسبب صعوبة الامتحانات

التي وُصفت بأنها لم تراعِ الفروق الفردية بين الطلاب، بل جاءت أقرب إلى “تصفية

حسابات” تعليمية أكثر منها وسيلة تقييم عادلة لقدرات الطلبة.

اختبارات فوق مستوى الطالب المتوسط

رغم تأكيدات وزارة التربية والتعليم قبل بداية العام الدراسي بأن الامتحانات ستقيس

الفهم وليس الحفظ، فوجئ الطلاب بأن معظم الأسئلة جاءت تعجيزية، تعتمد على

التشابك والتلاعب بالألفاظ، وتُقاس وفق نماذج “الطالب النابغة”، متجاهلةً آلاف

الطلاب المجتهدين الذين كانوا ينتظرون التقدير بعد عام من الكدّ والسهر والتوتر النفسي.

أين العدالة؟

هل يُعقل أن يتحول حلم طالب في كلية الطب أو الهندسة إلى كابوس لمجرد أن

ورقة امتحان وضعت أمامه أسئلة لا يستطيع حتى معلم المادة حلها بسهولة؟ هل

يُعقل أن يُقارن طالب من مدرسة حكومية نائية بزميله في مدرسة دولية أو خاصة

توفر كل وسائل الدعم؟ الإجابة واضحة: لا، لا توجد عدالة.

الضغط النفسي والظلم الاجتماعي

لم تكن الصعوبة فقط في الأسئلة، بل في التأثير النفسي أيضًا. آلاف الطلاب دخلوا

في نوبات بكاء، والبعض أصيب بانهيارات عصبية، وهناك من فكر في إنهاء حياته بسبب

شعوره بالظلم والخذلان. أي منظومة تعليمية تلك التي تزرع اليأس بدلاً من الأمل؟

وأي دولة تلك التي ترى أبناءها ينهارون تحت عبء ورقة امتحان وتظل صامتة؟

أصوات تحتاج لمن يسمعها

الطلاب لا يطلبون المستحيل. لا يطلبون مجاملة أو تساهلاً. كل ما يريدونه هو امتحانًا

عادلًا يضع الجميع على قدم المساواة، ويمنح كل طالب فرصة حقيقية لإثبات قدراته.

فهل هذا كثير؟ هل أصبح العدل ترفًا نطالب به كل عام دون جدوى؟

رسالة إلى المسؤولين

إن كنتم تحرصون حقًا على بناء جيل متعلم، فابدأوا أولًا بإعادة النظر في طريقة

التقييم. التعليم ليس ساحة تعذيب، بل وسيلة بناء. كفى ما يعانيه أبناؤنا،

وكفى ما يُهدر من أعمارهم وجهودهم وأحلامهم.

شارك مع اصدقائك

عن اسامه عبد الخالق

شاهد أيضاً

أمراض القلب وانسداد الشرايين وخطورتها علي حياة الإنسان

500 89 بقلم: رضا الحصري هناك من أمراض القلب وانسداد الشرايين ما هو أخطر المشكلات …