الدكروري يكتب عن أول من أبحر في علم الرواية والخيال
ياسمين يسري
31 مايو، 2023
الفن والثقافه
عدد المشاهدات 5371 49
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر التاريخية الكثير والكثير عن أهل العلم والعلماء والأدباء والشعراء، وكان من بينهم لوقيان السمسياطي وهو لوقيانوس أو لوقيان وكان أديب وبليغ سوري، وعاش بالقرن الثاني الميلادي عرف بكتاباته باللغة اليونانية القديمة، وهو عالم وفيلسوف وكاتب ساخر فهو أول من أبحر في علم الرواية والخيال ويعد أشهر المفكريين والفلاسفة والعلماء والملهم، والمعلم الأول لكثير من الفلاسفة في عصره وللفلاسفة والكتاب من بعده وللأدب العالمي، وولد لوقيان عام مائة وخمس وعشرين من الميلاد، في مدينة سميساط على الفرات في شمال سوريا وتوفي عام مائة وثمانين من الميلاد، وهناك من يقول أنه توفي عام مائة وخمس وسبعين من الميلاد، ويعتبر لوقيان هو أول كاتب في القصة العلمية الخيالية في العالم.
وأشهر كاتب في هذا المجال، لوقيان هو أول من حول الإنسان إلى وسط الحلقة، حيث انه قبله نرى ان الاساطير الدينية سواء كانت شرقية أو غربية تكلمت الا عن الالهة والمعجزات التي تقوم بها، لكن لوقيان أخذ الإنسان كرمز في قصصه لتحقيق المعجزات المادية، ولقد عاش لوقيان مئات السنين قبل زمنه، وينحدر لوقيان من عائلة فقيرة، وقد اثر عهد صباه عليه كثيرا وكان يغتنم كل فرصة لانتقاد الاغنياء وشحهم، ونرى مثلا في قصته الحلم يقدم صورة من حياته، وكما تكلم لوقيان عن العذاب والجوع والحرمان الذي يعاني منه العمال، ونجده يتكلم عن العلم والدراسة وكيف يجب على الإنسان تقديسهما، وتكلم عن الفقراء وكيف يجب فتح الباب لتعليمهم، ويقول لوقيان ان الذين يختارون الحكمة والعلم.
حتى ان ماتوا وزالت اجسامهم تبقى اسمائهم تتذكرها الاجيال وافكارهم تبقى ابدية، وتكلم كذلك عن سقراط وكيف كان كسار حصى مثله، لكنه يقول ان اسمه بقى خالدا ويقول ان الاغنياء ينساهم الناس لكن العلماء محترمون ومكرمون في كل الازمنة والمجتمعات، ونشأ لوقيان وتعلم في سوريا وكان إنسانا رحالة ومغامرا وكان ذو خيال كبير يهوى الاكتشاف والبحث في الامور الالهية وعالم الخيال والأدب الفلسفي التي اشتهر به، ورحلات أسطورية كتب عنها ذات اوصاف ووقائع لم يكشف عنها حتى اليوم، وصف بلدان وعوالم وحلق في عالم من الغرابة والأسطورية ذكر ووصف اشكال المخلوقات الخرافية ونباتات ووصف جزر نائية وبحار أو انهار مسحورة في عالم من الروعة والابداع.
وفي عهد لوقيان قامت ثورات في أنحاء الامبراطورية ومنها في بلده سوريا في موريطانيا من سنة مائة وأربع وأربعين من الميلاد، إلى مائة واثنين وخمسين من الميلاد، ومصر سنة مائة وثلاث وخمسين من الميلاد، وفلسطين سنة مائة وخمس وخمسين من الميلاد، وشمال افرقيا سنة مائة وستين من الميلاد، وكانت المناصب العليا في الامبراطورية حينا ذاك في يد العساكر الذين كانوا يكرهون المثقفين وكل ما له علاقة بالثقافة، وتلك الظاهرة نعيشها الآن، وقد كتب لوقيان السوري عن هذا العالم، وبدات المسيحية تنتشر في عدة أماكن بالامبراطورية.