الدكروري يكتب عن الأمن في المجتمع الإسلامي
.فرحه الباروكي
31 يوليو، 2023
الدين والدنيا
عدد المشاهدات 5371 31
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين أن بعث فينا رسول الله الأمي العربي هادينا ومعلمنا، والحمد لله أن جعل الإسلام لنا دينا، والحمد لله أن جعَلنا خير أمة أخرجت للناس، فإن بالحمد لله يدفع الله تعالي عنك محنة أو نقمة فقل الحمد لله، ويرزقك الله مالا فقل الحمد لله، ويرزقك الله بالمولود فقل الحمد لله، وتأكل، تشرب، وتتحرك بدون منغصات فقل الحمد لله وتنام في طمأنينة وراحة بال فقل الحمد لله، ويشفيك الله من مرض فقل الحمد لله، وأنت راضي بما قسمة الله لك فقل الحمد لله، وفي اليسر فقل الحمد لله، وفي العسر قل الحمد لله، وفي الرخاء فقل الحمد لله، وفي الشدة قل الحمد لله، وفي مكروه أصابك أو مصيبة نزلت بك قل الحمد لله، فينبغي علينا أيها المسلمون أن نجعل الألسنَ معطرة ومبتهجة بذكر وحمد الله.
فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” إذا مات ولد العبد قال الله تعالى لملائكته قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون نعم، فيقول قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون نعم، فيقول ماذا قال عبدي؟ فيقولون حمدك، واسترجع، فيقول الله تعالى “ابنوا لعبدي بيتا في الجنة، وسموه بيت الحمد” وإن المجتمع الإسلامى هو مجتمع آمن، وإن الأمن من ضروريات الحياة فليس الأمن بالأمر اليسير أو السهل فهو من ضروريات الحياة فالإنسان لا يمكن أن يعيش بهناء وسعادة وينام قرير العين بدون الأمن، وإن كثير من العبادات وكثير من الأعمال الصالحة لا يمكن أن تكون بدون الأمن، فالأمن ضرورة حياتيه مثل الطعام والشراب، ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” المؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم “
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره، وشركم من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره” وقد عني الإسلام بهذا الأمر عناية فائقة واتخذ عددا من الطرق والعوامل لتحقيق الأمن في المجتمع الإسلامي ومنها هو العناية بالفرد وتربيته وتنشئته تنشئه صالحة، لأن المجتمع يتكون من عدد من الأفراد فإذا كان الفرد المسلم عنده وازع إيماني يعصمه من ارتكاب الجريمة وإيذاء الناس، صار هذا فيه حفظ للمجتمع المسلم من شرور هذا الفرد، والمجتمع كله هو مجموعة من الأفراد ولذلك نجد أن الإسلام عني بتنشئة البيت المسلم من البداية فوجه الرجل إلى الزواج بذات الدين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” تنكح المرأه لأربع، لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك “
فإذا أردت أن تحيي سنة النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم فكر في الطرف الآخر، في الشاردين، في المقصرين، في الذين لا يصلون، في الذين لا يرتادون بيوت الله، في الذين لا يعرفون عن الله شيئا، هؤلاء اجمعهم، حدثهم أنت، إن كانوا أصدقاءك، أو جيرانك، أو أقرباءك، اجمعهم، ادعهم إلى طعام، ادعهم إلى ضيافة، حدثهم عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وإن كنت أنت تحسن ذلك أو ادع من يحدثهم بهذا، هذا هو العمل المُجدي الذي تضم فيه طرفا آخر إلى جماعة المؤمنين، وكذلك أن تعرف الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن تطعمهم الطعام هذا ليس بدعة فإن هذا من الدين، ولكن البدعة أن تقول إن الاحتفال بذكرى المولد من العبادة، هو ليس من العبادة، ولكن نشاط يقوم به المؤمن وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.