الدكروري يكتب عن الفتنة الكبيرة في أهل العراق
محمد البحيري
10 مايو، 2023
مقالات
500 38
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب السيرة النبوية الكثير والكثير عن مقتل الخليفة الراشد عثمان بن عفان وعن واقعة صفين، وكان محمد بن أبي بكر هو الصحابي الوحيد الذي شارك إبتداء في أمر الفتنة، ولكنه رضى الله عنه تاب على يد عثمان رضى الله عنه، ورجع عن ما كان عليه، بل ودافع بسيفه عن عثمان رضى الله عنه، ولكنه لم يستطع أن يثنيهم عن قتل عثمان رضى الله عنه، وشهدت له بذلك السيدة نائلة بنت الفرافصة وهي زوجة عثمان رضي الله عنهما، وبعد ذلك بايع الإمام علي رضى الله عنه، وحسن عمله، ودانت السيطرة لعلي بن أبي طالب تماما على مصر، وبعدما عُزل قيس بن سعد رضى الله عنه رجع إلى علي بن أبي طالب.
واعتذر له عن كون ردّه على معاوية رضى الله عنه كان فيه شيء من التردد مما أثار الشكوك حوله، فقبل منه الإمام علي بن أبي طالب رضى الله عنه، واشترك قيس بن سعد في جيش علي رضى الله عنه، وقد أرسل علي بن أبي طالب رضى الله عنه، وهو في الكوفة رسالتين إحداهما إلى جرير بن عبد الله أمير من خلال عثمان بن عفان رضى الله عنه على همذان، في أرض فارس، وطلب منه المبايعة، فبايع جرير رضى الله عنه كل أهل همذان، وأتى بالمبايعة إلى علي بن أبي طالب رضى الله عنه، والرسالة الأخرى إلى الأشعث بن قيس في أذربيجان، فأخذ له البيعة من أهلها، فتمت لعلي بن أبي طالب رضى الله عنه البيعة في كل منطقة شرق العراق، وأصبحت كل مناطق الكوفة، والبصرة.
وما يليها من البلاد تحت إمرة علي بن أبي طالب رضى الله عنه، وكذلك المدينة المنورة، ومكة، واليمن، ومصر، ولم يتبقي إلا منطقة الشام فقط لم تبايع الإمام علي رضى الله عنه، وإن نهاية معركة صفين كانت بإتفاق الطرفين على الرضوخ لحكم شرع الله تعالى وما جاء في القرآن الكريم، فدخل طرف ثالث من المحكمين بين الطرفين وذهبوا إلى كلِ طرف على حدة، فأخذوا من الطرفين العهود والمواثيق، ثم جلست الأطراف المتنازعة معا في شهر رمضان من عام سبعة وثلاثين للهجرة، ووافقوا على متن صحيفة التحكيم التي قضت أن يقبل الإمام علي بن أبي طالب ومن معه من أهل الكوفة، ويقبل معاوية بن أبي سفيان ومن معه من أهل الشام بحكم شرع الله تعالى في كتابه الحكيم.
وأن يتساعد الطرفان في إحياء ما أحيا كتاب الله تعالى، وقد ناب عن فريق معاوية عمرو بن العاص وناب عن فريق علي بن أبي طالب أبو موسى الأشعري، وكان الاجتماع في دومة الجندل حيث اتفق الطرفان وتوقَف القتال وعاد جيش الإمام علي إلى الكوفة وجيش معاوية إلى الشام وأطلق سراح الأسرى من الطرفين.