بقلم محمـــد الدكـــروري
الحمد لله حمدا كثيرا كما أمر وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر وأشهد الا اله الا الله وحده لا شريك له ولو كره ذلك من أشرك به وكفر وأشهد أن محمدا عبده ورسوله سيد البشر الشافع المشفع في المحشر صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه خير صحب ومعشر وعلى التابعين لهم بإحسان ما بدا الفجر وأنور وسلم تسليما، فاتقوا الله عباد الله وكونوا من الصادقين كونوا من الذين يحسنون الاستماع وإذا استمعوا انتفعوا فان ذلك هو خصال المؤمنين حيث قال الله تعالى ” فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب ” فاللهم صلي وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله أما بعد فإنه على قدر المعرفة يكون تعظيم الله تعالى في القلب، وأعرف الناس به أشدهم له تعظيما وإجلالا.
وقد ذم الله تعالى من لم يعظمه حق عظمته، ولا عرفه حق معرفته، ولا وصفه حق صفته؛ فقال تعالي ” ما لكم لا ترجون لله وقارا” وقال المفسرون”ما لكم لا تعظمون الله حق عظمته” وإن هناك آفه لا تقل خطورة عن سالفاتها، بل تعتبر كبيرة من كبائر الذنوب، وعظيمة من عظائم الأعمال، انتشرت بين المسلمين انتشار النار في الجحيم، واتخذت مطية للسطو على مستحقات الغير، والانقضاض على أموالهم وممتلكاتهم ظلما وعدوانا، إنها شهادة الزور التي اعتبرها النبي صلى الله عليه وسلم أحدى علامات الساعة، حيث قال “إن بين يدي الساعة شهادة الزور، وكتمان شهادة الحق” وذلك لما فيها من التلبيس على الناس بأقاويل كاذبة، وشهادات باطلة، تقلب الحقائق، وتغمط الحقوق، وتجعل الحق باطلا، والباطل حقا.
وهى التي نسمع في كل لحظة أخبارها تتطاير هنا وهناك، والزور في اللغة هو الميل عن الحق، يقول الأصفهانى “وقيل للكذب زور، لكونه مائلا عن جهته، وزوّر الشهادة بمعنى أبطلها، وزوّر الكلام بمعنى زخرفه، والتزوير هو تزيين الكذب، وهو في الاصطلاح تغيير الحقيقة، إما قولا، أو فعلا، أو كتابة، بهدف خداع الغير، ولقد اكتسح التزوير ميادين كثيرة، وتعددت صوره، مثل الشهادة الكاذبة، التي صارت سلعة يروج لها أشخاص يقفون عند أبواب المحاكم، ويعرضون خدمتهم لمن يطلبها، ولو لم تربطهم به معرفة سابقة، ولكل شهادة ثمن، بحسب حجم الملف وموضوع الشهادة، ويا عجبا كيف يسمح هؤلاء لأنفسهم أن يكذبوا في الشهادة من جهة، ويحلفوا باليمين على صدق شهادتهم وهم كاذبون.
فقال الله تعالى فى كتابه الكريم ” سنكتب شهادتهم ويسألون” ولقد جاء أعرابى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال “يا رسول الله، ما الكبائر؟” قال “الإشراك بالله” قال “ثم ماذا؟” قال “ثم عقوق الوالدين” قال “ثم ماذا؟” قال “اليمين الغموس” قال “وما اليمين الغموس؟” قال “الذى يقتطع مال امرئ مسلم هو فيها كاذب” رواه البخارى، ومثل الغش في البضائع، وتزوير تواريخها لتمديد صلاحيتها، ولقد أصيبت معلمات متدربات هذه الأيام بتسمم جماعي إثر طعام غير صالح، وبيعت أدوات تجميل فاسدة، يسبب فسادها نوعا من السرطان، والحوادث في هذا الشأن أكبر من أن تحصى ولا تعد، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم.