الدكروري يكتب عن الواصلين المستحقين لوصل الله
.فرحه الباروكي
9 ديسمبر، 2023
الدين والدنيا
عدد المشاهدات 5371 23
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله عظيم الإحسان واسع الفضل والجود والإمتنان وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد أيها الناس إنه جرت عادة الناس في أيام العطل أن يسافر بعضهم عن بلادهم إلى أقاربهم أو إلى الحجاز إلى مكة أو إلى المدينة وهذا عمل طيب إذا أريد به وجه الله فإذا أراد الإنسان في السفر إلى زيارة أقاربه صلة الرحم كان بذلك مأجورا عند الله وكان له أجر واصل الرحم وقد ثبت أن الله سبحانه وتعالى تكفل للرحم بأن من وصلها وصله الله فينبغي للذين يذهبون لهذا الغرض أن يبتغوا بذلك وجه الله حتى يكونوا من الواصلين المستحقين لوصل الله وجرت عادة الناس أن يذهبوا إلى الحجاز لأداء العمرة أو لزيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم.
فالذين يذهبون إلى العمرة ينبغي لهم أن تكون قد أن تكون العمرة قصدهم الأول حتى وإن كانوا يريدون أن يزورا أقارب لهم هناك فلينوا بذلك الأمرين جميعا وليبدأوا أولا بالعمرة حتى لو كان الذين يريدون زيارتهم في جدة مثلا فليبدأوا أولا بمكة يحرمون من الميقات ويأدون العمرة فيطوفون ويسعون ويحلقون أو يقصرون ثم يخرجون إلى جدة لزيارة أقاربهم حتى يكون قصد بيت الله هو الأول في القصد وهم مع ذلك لا يفوتهم زيارة أقاربهم في جدة أما من يذهب إلى جدة أولا وهو عازم على العمرة ثم يتجاوز الميقات بدون إحرام فإن هذا حرام عليه لأن النبي صلى الله عليه وسلم وقت المواقيت وقال “هن لهن ولمن مر بهن من غير أهلهن ممن يريد الحج أو العمرة” فمن كان عازما على العمرة ولو كان يقصد زيارة قريب له في جدة.
فإنه لا يجوز له أن يتجاوز الميقات حتى يحرم وقد قلت لكم إن الأولى أن يبدأ بالعمرة أما من يريد المدينة فإنه ينبغي أن يكون قصده مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم لقول النبي صلى الله عليه وسلم ” لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى” والصلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم خير من ألف صلاة فيما عداه إلا المسجد الحرام ولكن الصلاة في بيتك وأنت في المدينة إذا كانت نفلا أفضل من الصلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم لقول النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المدينة “أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة” ولذلك كان صلى الله عليه وسلم يصلي النفل في بيته ولا يصلي النفل في مسجده إلا قليلا، فيا أيها المسلمون بعد الصلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم.
يذهب الرجال إلى زيارة قبره صلوات الله وسلامه عليه وقبري صاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فيقف أمام قبر الرسول صلى الله عليه وسلم ويسلم عليه بالسلام الذي علمنا إياه وهو السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ثم يصلي عليه ثم يخطو خطوة عن يمينه ليسلم على أبي بكر رضي الله عنه فيسلم عليه ويترضى عنه ثم يفعل ذلك بالنسبة لأمير المؤمنين عمر رضي الله عنه وعن أبي بكر ثم ينصرف ولا يقف لدعاء ولا غيره وإذا أحب أن يخرج إلى مسجد قباء خرج متطهرا وصلى فيه ركعتين أو ما شاء الله ثم يزور البقيع ويسلم على من كان هناك من موتى المسلمين ويزور أحدا أيضا فيسلم على الشهداء هناك وعلى رأسهم حمزة أسد الله وأسد رسوله وعم رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيد الشهداء رضي الله عنه ولكن النساء لا يزرن القبور لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن زائرات القبور.