الدكروري يكتب عن سرعة الإستجابة والثقة في القيادة

 

 

بقلم  محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا

من أمة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له،

له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا

محمد صلي الله عليه وسلم، ثم أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير عن حادثة تحويل القبلة من المسجد الأقصي إلي المسجد الحرام،

وإن من الدروس المستفادة من تحويل القبلة هو سرعة الاستجابة والثقة في القيادة،

فكم كان هؤلاء الصحابة رضي الله عنه في قمة التشريف لهذه الدعوة عندما جاءهم خبر

تحويل القبلة، فانظر في صحيح البخاري عن البراء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى إلى بيت المقدس.

ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت،

وإنه صلى أول صلاة صلاها العصر، وصلى معه قوم فخرج رجل ممن كان صلى مع النبي

صلى الله عليه وسلم فمر على أهل المسجد وهم راكعون، فقال أشهد بالله،

لقد صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم قبل مكة، فداروا كما هم قبل البيت” ولقد تحولوا وهو في هيئة الركوع من قبلة بيت المقدس إلى إتجاه البيت الحرام، لقد علمونا رضي الله عنهم كيف نستقبل أوامر وتعاليم الإسلام، فبهذه الثقة في النهج وبهذه الثقة في القائد قادوا وسادوا وساسوا الدنيا، فيا قوم، فما بالنا نحينا أوامر الإسلام وتعاليم القرآن، وشككنا في أحكام الشريعة، وتنسمنا فساء الغرب، ونقبنا في مزابل العولمة، فإلى متى هذه الجفوة والفجوة بين المسلمين ومنهجهم؟

وإلى متى نستجيب إلى كل أشباه الحلول، ونرفض الحل الإسلامي؟ وإلى متى نستجيب إلى كل فكر إلى الفكر الإسلامي؟ فلنتحول كما تحول الصحابة في حادث تحويل القبلة، نتحول بكل قوة وثقة ورشاقة إلى منهج الإسلام بكلياته وجزئياته، كما تحول الغر الميامين وهم ركوع، وكما أن من الدروس المستفادة من تحويل القبلة هو تحويل القبلة توحيد للأمة من كل اتجاه، في أنحاء الأرض جميعا، قبلة واحدة تجمع هذه الأمة وتوحد بينها على اختلاف مواطنها، وإختلاف مواقعها من هذه القبلة، وإختلاف أجناسها وألسنتها وألوانها، قبلة واحدة، تتجه إليها الأمة الواحدة في مشارق الأرض ومغاربها، فتحس أنها جسم واحد، وكيان واحد، تتجه إلى هدف واحد، وتسعى لتحقيق منهج واحد، منهج ينبثق من كونها جميعا تعبد إلها واحدا.

وتؤمن برسول واحد، وتتجه إلى قبلة واحدة، وهكذا وحد الله تعالي هذه الأمة، وحدها في إلاهها ورسولها ودينها وقبلتها، وحدها على إختلاف المواطن والأجناس والألوان واللغات، ولم يجعل وحدتها تقوم على قاعدة من هذه القواعد كلها ولكن تقوم على عقيدتها وقبلتها، ولو تفرقت في مواطنها وأجناسها وألوانها ولغاتها، فإنها الوحدة التي تليق ببني الإنسان، فالإنسان يجتمع على عقيدة القلب، وقبلة العبادة، إذا تجمع الحيوان على المرعى والكلأ والسياج والحظيرة، كما تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة هو تأصيل للشخصية الإسلامية وتأمين لمقوماتها، فاللهم صلي وسلم وبارك عليه، وارضي اللهم عن أصحابه أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين، وعنّا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين

شارك مع اصدقائك

عن محمد البحيري

شاهد أيضاً

اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة

500 77 بقلم د. مرفت عبد القادر  يُعد اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، الذي يوافق …