الدكروري يكتب عن عداوة العراق للإمام علي

بقلم محمد الدكروري
ذكرت المصادر التاريخية أن أهل الشام لما انصرفوا من وقعة صفين وهي قمات للثأر من قتلة الخليفة الراشد عثمان بن عفان،
كانوا ينتظرون ما يأتي به الحكمان فلما اختلف الناس بالعراق على الإمام علي رضي الله عنه، وقد طمع معاوية في مصر
وكان أهل خربتا عثمانية ومن كان من الشيعة كان أكثر منهم فكان معاوية يهاب مصر لأجل الشيعة‏، وقصد معاوية أن يستعين بأخذ مصر على حرب الإمام علي رضي الله عنه، فقال‏ فاستشار معاوية أصحابه عمرو بن العاص وحبيب بن مسلمة وبسر بن أبي أرطاة والضحاك بن قيس وعبد الرحمن بن خالد وأبا الأعور عمرو بن سفيان السلمي وغيرهم وهؤلاء المذكورين كانوا خواضه فجمع المذكورين وقال‏ هل تدرون ما أدعوكم إليه قالوا‏‏ لا يعلم الغيب إلا الله.
فقال له عمرو بن العاص‏‏ نعم أهمك أمر مصر وخراجها الكثير وعدد أهلها فتدعونا لنشير عليك فيها فاعزم وانهض في افتتاحها عزك وعز أصحابك وكبت عدوك فقال له‏‏ يا ابن العاص إنما أهمك الذي كان بيننا يعني أنه كان أعطاه مصر لما صالحه على قتال الإمام علي وقال معاوية للقوم‏ ما ترون، قالوا‏ ما نرى إلا رأي عمرو قال‏ فكيف أصنع فقال عمرو‏ ابعث جيشا كثيفا عليهم رجل حازم صارم تثق إليه فيأتي إلى مصر فإنه سيأتيه من كان من أهلها على رأينا فنظاهره على من كان بها من أعدائنا‏، فقال معاوية‏‏ أو غير ذلك، قال‏ وما هو؟ قال‏ نكاتب من بها من شيعتنا نأمرهم على أمرهم، ونمنيهم قدومنا عليهم فتقوى قلوبهم ونعلم صديقنا من عدونا وإنك يا بن العاص امرؤ بورك لك في العجلة.
وأنا امرؤ بورك لي في التؤدة‏، فقال عمرو‏ بن العاص فاعمل برأيك فوا لله ما أرى أمرك إلا صائرا للحرب، قال‏‏ فكتب إليهم معاوية كتابا يثني عليهم ويقول‏‏ هنيئا لكم بطلب دم الخليفة المظلوم وجهادكم أهل البغي‏،‏ وقال في آخره‏‏ فاثبتوا فإن الجيش واصل إليكم والسلام‏، وبعث بالكتاب مع مولى له يقال له سبيع فقدم مصر وأميرها محمد بن أبي بكر الصديق فدفع الكتاب إلى مسلمة بن مخلد الأنصاري وإلى معاوية بن حديج فكتبا جوابه‏‏ أما بعد فعجل علينا بخيلك ورجلك فإن عدونا قد أصبحوا لنا هائبين‏ فإن أتانا المدد من قبلك يفتح الله علينا وذكرا كلاما طويلا، وكان مسلمة ومعاوية بن حديج يقيمان بخربتا في عشرة آلاف وقد باينوا محمد بن أبي بكر ولم يحسن محمد تدبيرهم كما كان يفعله معهم قيس بن سعد بن عبادة.
أيام ولايته على مصر فلذلك انتقضت على محمد الأمور وزالت دولته‏،‏ ولما وقف معاوية على جوابهما وكان يومئذ بفلسطين جهز عمرو بن العاص في ستة آلاف وخرج معه معاوية يودعه وأوصاه بما يفعل وقال له‏ عليك بتقوى الله والرفق فإنه يمن وبالمهل والتؤدة فإن العجلة من الشيطان وبأن تقبل ممن أقبل وتعفو عمن أدبر فإن قبل فهذه نعمة وإن أبى فإن السطوة بعد المعذرة أقطع من الحجة وادع الناس إلى الصلح والجماعة‏.

شارك مع اصدقائك

عن محمد البحيري

شاهد أيضاً

غادة محفوظ تكتب : الحوكمة سبيل الإصلاح الحزبي في الجمهورية الجديدة

عدد المشاهدات 5371 200 بقلم غادة محفوظ الحياة الحزبية تمثل الركيزة الأساسية لأي نظام ديمقراطي …