الدكروري يكتب عن عشر مباركات كثيرة الحسنات
.فرحه الباروكي
6 يونيو، 2024
الدين والدنيا
500 73
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله ثم الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك رضينا بالله تعالى ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم نبيا ورسولا ثم اما بعد إن الله تعالى يخلق ما يشاء ويختار، خلق الأزمان وجعل بعضها أعظم بركة من بعض وميّز بعضها بمزيد محبة منه سبحانه للعمل الصالح فيها ومن هذه الأوقات عشر ذي الحجة فهي عشر مباركات كثيرة الحسنات، عالية الدرجات متنوعة الطاعات، ومما يدل على فضل هذه العشر أن الله تعالى أقسم بها فالقسم بها يدل على رفعة مكانتها وتعظيم الله لها والله سبحانه يقسم بما شاء من خلقه، ولا يجوز لنا أن نقسم إلا به وحده جل وعلا، وإن من فضائلها أن الله تعالى أكمل لنا فيها الدين، وبكمال الدين علا التوحيد وارتفع شأن الإسلام وظهر الحق وانتصرت السنة، وانهزمت البدعة.
وقد حسدنا اليهود على هذا الكمال، وإن من فضائل هذه العشر أن من كمالها أنه يجتمع فيها من العبادات ما لا يجتمع في غيرها، فتجتمع فيها الصلوات، والصدقات والصيام، والهدى والأضاحي، وفيها الحج إلى البيت الحرام، وفيها التكبير والذكر والتلبية والدعاء ومن فضائلها أن محبة الله تعالى للعمل الصالح فيها تفوق محبته سبحانه للعمل الصالح في غيرها، فقال صلى الله عليه وسلم “ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله تعالى من هذه الأيام، يعني أيام العشر، قالوا يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء”رواه أبي داود، ومن فضائلها أن فيها يوم عرفة، وهو اليوم التاسع من ذي الحجة، وهو يوم معروف بالفضل، وكثرة الأجر وغفران الذنب.
فقال صلى الله عليه وسلم “ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا أو أمة من النار من يوم عرفة” ومن فضائلها أن فيها يوم النحر، وهو اليوم العاشر من ذي الحجة، وهو أعظم الأيام، فقال صلى الله عليه وسلم “أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القَر” ويوم القَر هو اليوم الحادي عشر، ويوم النحر هو يوم الحج الأكبر وهو يوم العيد، وفيه الكثير من أعمال الحج، وفيه صلاة العيد، وفيه التقرب لله بذبح الأضاحي، وإن فضائل العشر كثيرة لذا ينبغي أن نغتنمها، وأن نسابق إلى الخيرات فيها، وأنه مع وجود أعمال شرعت في هذه العشر بخصوصها إلا أنه أيضا يندب فيها إلى فعل سائر الطاعات ومنها ذكر الله تعالى وتهليله وتكبيره وحمده، وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد” رواه أحمد.
وكان أبو هريرة وابن عمر رضي الله عنهما إذ دخلت عشر ذي الحجة يخرجان إلى السوق يكبران، فإذا سمعهم الناس تذكروا التكبير فكبروا، وهذا التكبير المطلق بدون تقييد بمكان أو وقت، أما التكبير المقيد بأدبار الصلوات فيوم العيد وأيام التشريق، ويبدأ غير الحاج من فجر يوم عرفة، ويكثر مع التكبير في هذه العشر من التسبيح والتهليل والتحميد وقراءة القرآن فإنه أفضل الذكر، ومما يندب فعله في هذه العشر الإكثار من نوافل الصلوات بعد الفرائض، كالرواتب التي قبل الفرائض وبعدها، وصلاة الليل، وصلاة الضحى، وغيرها، فالمحافظة على النوافل مع كونها تكمل النقص، فهي سبب من أسباب محبة الله، ومن شملته محبة الله حفظه وأجاب دعاءه وأعاذه ورفع مقامه.