الدكروري يكتب عن وأخذنا الذين ظلموا بعذاب

بقلم  محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي بأمره تنسف الجبال نسفا، فتكون قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا، الحمد لله الذي بأمره تنكدر النجوم، وتنفطر السماء وتنشق الأرض، وتسجر البحار وتتفجر نيرانا، الحمد لله الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما كثيرا، أما بعد، اتقوا الله عباد الله، وخذوا من هذا النهج القويم خير العدة وأفضل الزاد، وسلوا الله أن يثبت القلوب على الدين وأن يجنبها الزيغ، فاللهم مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك.

فإن من أسباب حصول الثبات على الحق والهدى والدين والتقى الشعور بالفقر إلى تثبيت الله تعالى، وذلك أنه ليس بنا غنى عن تثبيته طرفة عين، فإن لم يثبتنا الله زالت سماء إيماننا وأرضه عن مكانها، ويمكن ان نلخص ذلك في عشرة نقاط معينة على القوة والثبات يمكن إيجازها وهي اعمل قدر طاقتك وما تطيقه نفذه بعزيمة وقوة، واهتم بالحقيقة لا بآراء الناس، وعليك اتخاذ الأسباب لا حصول النتائج، وعليك بالممكن لا المستحيل، واعرف واجبك ولا تنظر إلى نقص غيرك، وإن عرفت فالزم، ولا تبني موقفا ولا حكما على الظن، وتحرك بمبدئك ولا تقتله بجمودك، وتواصل دائما مع هدفك، فإن الذين يقومون بمهمة النهي عن السوء موعودون بالنجاة والخلاص دون غيرهم، فقد قال الله عز وجل فى كتابه الكريم عنهم فى سورة الأعراف.

” فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كان وا يفسقون ” ولقد جاءت آيات كثيرة في كتاب الله عز وجل، تنهى عن الإفساد في الأرض، فقال تعالى فى سورة الأعراف ” ولا تفسدوا فى الأرض بعد إصلاحها” وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في تفسير هذه الآية أنه قال أكثر المفسرين لا تفسدوا فيها بالمعاصي والدعاء إلى غير طاعة الله، بعد إصلاح الله إياها ببعث الرسل، ويقول الله تعالى فى سورة الأعراف “ولا تفسدوا فى الأرض بعد إصلاحها” وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في تفسير هذه الآية أنه قال أكثر المفسرين لا تفسدوا فيها بالمعاصي، والدعاء إلى غير طاعة الله، بعد إصلاح الله إياها ببعث الرسل، وبيان الشريعة، والدعاء إلى طاعة الله، فإن عبادة غير الله والدعوة إلى غيره، والشرك به.

هو أعظم فساد في الأرض، بل فساد الأرض في الحقيقة إنما هو بالشرك به، ومخالفة أمره، فقال الله تعالى فى سورة الروم ” ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ” وبالجملة فالشرك والدعوة إلى غير الله، وإقامة معبود غيره، ومطاع متبع غير رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أعظم الفساد في الأرض، ولا صلاح لها ولا لأهلها إلا أن يكون الله وحده هو المعبود، والدعوة له لا لغيره، والطاعة والاتباع لرسوله صلى الله عليه وسلم ليس إلا، وغيره إنما تجب طاعته إذا أمر بطاعة الرسول، فإذا أمر بمعصيته وخلاف شريعته فلا سمع له ولا طاعة، فإن الله أصلح الأرض برسوله صلى الله عليه وسلم، ودينه، وبالأمر بتوحيده، ونهى عن إفسادها بالشرك به، وبمخالفة رسوله صلى الله عليه وسلم.

شارك مع اصدقائك

عن محمد البحيري

شاهد أيضاً

الأدب عند أنبياء الله طويل لا ينتهي

عدد المشاهدات 5371 205 بقلم محمـــد الدكـــروريالحمد لله رب العالمين الذي أنزل شريعة الإسلام هدى …