الزمالك… عملاقٌ يمرّ بأزمة ولكن لا ينطفئ

 

كتب عصام عبد الحكم 

لم يكن اسم الزمالك يومًا مجرد نادٍ رياضي… كان رمزًا، وكان مدرسة، وكان حالة خاصة في وجدان الجماهير المصرية والعربية. الزمالك هو أحد قطبي الكرة المصرية، وسنوات طويلة عاش فيها الشارع المصري على وقع مباريات القمة؛ تلك المباريات التي كانت كفيلة بأن تُفرغ الشوارع وتحبس الأنفاس، لأن الزمالك والأهلي لم يكونا مجرد فريقين… بل تاريخ وثقافة وانتماء.

 

نادي الأمجاد… في قلب العاصفة

 

ورغم أن الزمالك صاحب بطولات محلية وقارية لا تُعد ولا تُحصى، وصاحب جماهيرية تمتد في كل بيت مصري، إلا أنه يعيش اليوم واحدة من أصعب أزماته عبر تاريخه. أزمة مالية خانقة جعلت النادي يقف على حافة الانهيار، وتسببت في رحيل لاعبين، ووقف أنشطة، وتعطّل خطط كانت ستُعيد للنادي جزءًا من استقراره.

 

وتأتي قضية سحب أرض أكتوبر لتفتح جرحًا جديدًا. هذه الأرض كانت تُعد بوابة خروج الزمالك من النفق المظلم، مشروعًا استثماريًا ضخمًا كان قادرًا على تغيير مستقبل النادي، وتأمين موارد مالية مستقرة تُنهي سنوات الاضطراب والعجز.

 

ولكن فجأة… تم سحب الأرض. بلا تفسير مقنع، وبلا حلول بديلة.

فكان السؤال الذي لا يغيب عن أذهان الجماهير:

 

لماذا هذا التعنت؟ ولماذا مع الزمالك تحديدًا؟

 

من حق الجماهير أن تسأل:

أين وزارة الشباب والرياضة؟

أين رجال الأعمال المنتمون للزمالك؟

أين كل الذين تغنّوا باسم النادي وكانوا جزءًا من فرحته وانتصاراته؟

 

الزمالك ليس مجرد مبنى أو فريق… الزمالك كيان عمره أكثر من مائة عام. كيان لو سقط، فلن يسقط بمفرده، بل ستسقط معه متعة كرة القدم المصرية.

 

قطبٌ يترنّح… وكرة مصر تخسر

 

كرة القدم في مصر قائمة على قطبين، على منافسة وصراع وتاريخ.

إذا اختفى ضلع من أضلاع الكرة المصرية، ستنتهي المتعة، وستفقد البطولات قيمتها، وستصبح المنافسة باهتة بلا روح.

 

هل يتخيل أحد دوريًا بلا الزمالك؟

هل تتخيل مصر يومًا دون مشجع زملكاوي يرفع صوته بفخر وينقاش بحب؟

هل من المنطقي أن يكون نادٍ عريق بهذا الحجم مهددًا بالتجميد أو الإفلاس دون أن يتحرك أحد؟

 

الجماهير… آخر ما تبقّى من القوة

 

رغم الأزمات، ورغم النكسات، ورغم القرارات التي قصمت ظهر النادي… بقي الجمهور صامدًا.

جمهور الزمالك الذي يدخل المدرجات حتى في أحلك الظروف، يدعم، يشجع، يهتف، يحمل النادي على كتفيه مهما ثقلت الأزمات.

 

هؤلاء ليسوا مجرد مشجعين… هؤلاء شركاء في التاريخ.

 

رسالة أخيرة…

 

إنقاذ الزمالك ليس رفاهية، وليس منّة من أحد.

إنقاذ الزمالك واجب على كل مسؤول يعرف قيمة هذا النادي، وعلى كل رجل أعمال عاش داخل جدرانه، وعلى كل مؤسسة رياضية تدرك أن كرة القدم المصرية بلا الزمالك فاقدة للهيبة والمتعة والهوية.

 

الأزمات تمر… لكن تبقى الكيانات.

والزمالك كيان لا يجوز أن يُترك وحده في مواجهة العاصفة.

شارك مع اصدقائك

عن دكتوره مرفت عبد القادر

شاهد أيضاً

حقوق حراس الشريعة وحماة الدين

500 150 بقلم محمد الدكروري   الحمد لله الذي خلّص قلوب عباده المتقين من ظلم …