الشيخ محمد رافع الازهرى يكتب من خلق الله

بقلم / محمد رافع الازهرى 


ينتاب المرء حين من الوقت سؤال يعصف بذهنه ويخرجه من قاعدة المشاهدة الى عالم الفكر والظن والشك

السؤال هو” من خلق الله “

وللإجابة عن هذا السؤال ننطلق الى محورين اساسيين

الاولى: منها محور العقل .

والثاني : محور الشرع   .

اولا العقل :  فى طبيعة تكوين الانسان ان كل شيء له دال ومدلول

فمثلا : وجود الدخان دلالة على وجود النار ، ووجود الصوت دلالة على شخص حي ووجود موجود اذن هناك واجد وهلم جر

لهذا ترى الكون شمسه تخرج فى وقت لا يتغير ، فنقول اشرقت الشمس ونجومه تتحرك بطريقة ثابتة لا تتبدل

الا يدل ذلك على وجود يد تعمل فى الكون (بالطبع نعم) لكن اين هو ما صفته ما طبيعته ؟ هذا بالضبط لو انك سالت نملة عرف لي اذا سامحت ما هي الذرة ، ما قانون الجاذبية ؛ يا ترى اتجيبك بالطبع لا لماذا لان عقلها الجسداني وضع على هيئة معينة فلن تستطيع كذلك البشر لمثل هذا السؤال الذى طرحته

لذا لوانك رجعت للوراء على نحو الف عام وسالت اصحاب ذلك الوقت عن صاروخ ينطلق من بلد كذا يصل الى بلد كذا بعد دقائق بربك ماذا سيقولون عنك ، فما كان فى زمانهم مستحيل فهو عندنا اصبح امرا عاديا

وعلى ذلك فقس القدرة والارادة المتعقلة بالله سبحانه تعالى

ثانيا الشرع : قال تعالى ” الم 1 ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين

2 الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقنهم ينفقون 3

الشاهد من الآية

الغيب : هو كل ما غاب عن حس الانسان سواء بقىسرا مكتوما يعجز الانسان عن ادراكه بحيث لا يعلمه الا اللطيف الخبير عن الله

قال تعالى “قل لا يعلم من فى السماوات والارض الغيب الا الله “

وقال تعالى “ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما فى الارحام وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس باى ارض تموت ان الله عليم خبير “

ولو نظرنا فى هذه الآية التي وردت فى سورة الحشر فقد جمعت بين عالم المشاهدة (المحسوس)وبين عالم الغيب

قال تعالى “هو الله الذى لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم “

واختم بحديث الرسول الاعظم عليه الصلاة والسلام

قال احد الصحابة يا رسول الله اين كان الله قبل خلق الكون فقال رسول صلى الله عليه وسلم كان ربكم فى غمام

الغمام : كان ربكم فيما لا يتحمله العقل ، والمعنى كل ما خطر ببالك الله بخلاف ذلك

العبد عبد والرب رب وفارق بين العبد والرب

شارك مع اصدقائك

عن اسامه عبد الخالق

شاهد أيضاً

مظاهر التكريم الرباني لبني آدم

500 198 بقلم محمد الدكروري الحمد لله وكفى، وما قلّ وكفى خير مما كثر وألهى، …