العمل بقواعد التأثير الشخصي
محمد البحيري
14 يوليو، 2025
مقالات
عدد المشاهدات 5371 50
بقلم محمـــد الدكـــروري
الحمد لله المحمود بجميع المحامد تعظيما وثناء المتصف بصفات الكمال عزة وكبرياء، الحمد لله الواحد بلا شريك القوي بلا نصير العزيز بلا ظهير الذي رفع منازل الشهداء في دار البقاء وحث عباده على البذل والفداء أحمده سبحانه حمدا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه فهو الأول والآخر والظاهر والباطن ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الأئمة الكرام النجباء وسلم تسليما كثيرا أما بعد إنه ينبغي علي كل إنسان في هذه الحياة أن يضع أمام عينيه دائما هذا السؤال في كل موقف وفي كل مقام وهو “ماذا أريد”؟ فإن كل فكرة مهما كانت عابرة، يقتضي تطبيقها، وهذا النوع من الطاقة التي تستقيها من الولع، ولا ينشأ الولع إلا بعد أن توضح لنفسك ما تريد ولا تنشأ النفرة.
إلا بعد أن توضح ماذا تكره، والعمل بقواعد التأثير الشخصي، وإتباع المناهج التي تفضي إليه، يحتاجان إلى إنقلاب نفسي شامل، وعزم وطيد راسخ وتغيير للعادات العتيقة والتصرفات القديمة والتأثيرات الخاطئة، وهذا يعني أن الإندفاع الضروري لبذل مثل هذه الجهود الجبارة متوقف قبل كل شيء على شدة ولعك في جانب وعرامة نفرتك في الجانب الآخر، وعليك وحدك إذن أن تتمثل بوضوح أهمية النفوذ الشخصي في تحقيق أغرضك، وفوائده في عملك وقيمته في الحالتين، الإجتماعية والخاصة وما يقتضيك من جهود وتمارين ورياضات، وإن من يقترب من الثقافة النفسية وهو يتصور أنها تمكنه من النجاح دون جهد يبذله، يصل إلى إخفاق أكيد، وهو لا يشعر بمصيره، وعليك أن تبدأ من الآن إذن ببذل الجهد، وأن تضع لائحة بالأمور التي تنفر منها.
والأمور التي يستهويك أن تنالها وقرر أن تعمل لتحقيقها وأن تمضي فيها مهما كانت الصعاب ومهما وقفت في طريقك العقبات، واعلم أنه ينبغي علينا تحليل الذات، فإذا وضعت اللائحة المشار إليها، أدركت فور تأملها أنك متردد ومضطرب، وغير مدرب، وتائه في مجاهل الأيام، وشبيه بزورق تعطل مجدافه، فهو يميل مع كل ريح وتتقاذفه الأمواج في كل صوب، ولا تخجل ولتحمر إزاء هذا الواقع الذي إكتشفته في نفسك، فأنت لم تنتخب كيانك النفسي ولم يكن لك رأي في الأشخاص الذين أنشأوك ولا أنت مسؤول عن تكوينك الأولي الأصيل ولا عن الظروف والعوامل والمؤثرات التي خضعت لها إبان حداثتك، وأنت مدين من الآن فصاعدا لنفسك بنفسك فكن صادقا مع نفسك، وإذا نظرت إلى المرأة التحليلة النفسية يصبح من مصلحتك ثم من واجبك أن تفحص نفسك دون تملق أو إنكسار.
فإذا لم تكن منصفا، أي تزيد من حسناتك أو تنقص منها لا تخدم قضيتك بشيء، وإذا تملكك الشعور بالضعة حيال ما تلمس من نقائض وعيوب، فعليك أن تثور وأن تتمرد على نقائصك وتتشدد في مقاومتها وبمجرد نفرتك منها تتغلب عليها، ولكن يجب أن تعلم أولا هل أنت أهل للنجاح، فإنه لا شيء يمنعك من النجاح فيما تنوي أن تقوم به من أعمال أو تحقق من أغراض، بعد أن عرفت ما تريد وحللت ذاتك تحليلا دقيقا وصممت على بذل الجهد ومضيت في وضع منهج تطبقه لمقاومة العراقيل التي تحول بينك وبين نفوذك الشخصي، فاللهم إنا نسألك قلوبا سليمة، وصدورا نقية يا رب العالمين، هذا وأكثروا من الصلاة والسلام على النبي الأمين، فقد أمركم بذلك مولانا الكريم فاللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، كما صليت وسلمت على سيدنا إبراهيم.
وعلى آل سيدنا إبراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد، وارضي اللهم عن الأربعة الخلفاء الراشدين، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر الصحابة الأكرمين، خصوصا الأنصار منهم والمهاجرين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم أنزل السكينة في قلوبنا، وزدنا إيماننا واهدنا وأصلح بالنا وأدخلنا الجنة يارب العالمين، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم إنا نسألك الجنة لنا ولوالدينا ولأشياخنا، ولمن له حق علينا، ولجميع المسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات.