بعد ضرب قطر أمريكا في أسوأ وضع منذ نصف قرن.. والصين تبتسم من بعيد و مصر الرابح الوحيد
.فرحه الباروكي
12 سبتمبر، 2025
مقالات
عدد المشاهدات 5371 529
بقلم /أيمن بحر
بعد الضربة التي استهدفت قطر، دخلت الولايات المتحدة في واحدة من أكثر لحظاتها ضعفًا منذ خمسين عامًا. فالثقة التى بنتها واشنطن عبر عقود مع حلفائها فى المنطقة والعالم تآكلت فجأة وأصبح السؤال الذى يتردد فى الكواليس: هل ما زالت أمريكا قادرة على حماية حلفائها أم أن زمن الهيمنة يقترب من نهايته؟
أمريكا تفقد ثقة الحلفاء
لم يعد هناك من يثق فى الالتزامات الأمريكية كما فى السابق. كثير من الحلفاء باتوا يرون أن واشنطن لم تعد الطرف القادر على ضمان الأمن أو حتى الدفاع عن مصالحها. وهذا الشرخ في الثقة هو الأخطر منذ حرب فيتنام وحرب العراق، لكنه الآن أعمق وأكثر وضوحًا لأنه يحدث فى قلب الخليج حيث المصالح الاستراتيجية والاقتصادية الأكبر.
الصين: ابتسامة من بعيد
بينما تنشغل أمريكا بترميم صورتها ومحاولة احتواء الموقف، تظهر الصين بهدوء كلاعب استراتيجى يجلس في مقعد المتفرج. تتابع بكاميراتها الدقيقة وتبتسم ابتسامة خبيثة مدركة أن كل دقيقة تمر تصب فى رصيدها. فكل تراجع أمريكى يعني اتساع مساحة النفوذ أمام بكين سواء عبر الاقتصاد أو عبر العلاقات السياسية التى تبنيها مع دول المنطقة.
مصر: الرابح الأكبر
وسط هذا المشهد المربك برزت مصر كالرابح الأكبر. فبينما تتشتت القوى بين واشنطن وبكين استطاعت القاهرة أن تقدم نفسها كطرف محورى لا غنى عنه فى معادلة الأمن الإقليمي. أمن قناة السويس القدرة على ضبط موازين البحر الأحمر والتنسيق مع الخليج جعلت مصر فى موقع استراتيجى فريد. وكل أزمة أمريكية أو ارتباك دولى يعنى زيادة وزن القاهرة على الطاولة.
الخلاصة:
أمريكا في أضعف لحظة منذ نصف قرن.
الحلفاء لم يعودوا يثقون بواشنطن.
الصين تتربص وتستفيد بهدوء.
ومصر هى الرابح الأكبر، لأنها أصبحت نقطة التوازن التى لا يمكن تجاوزها فى أمن المنطقة.
السؤال الآن: هل ستنجح مصر فى استثمار هذه اللحظة التاريخية لتعزيز نفوذها الإقليمى والدولى؟