تطبيق السنة في البيت والأسرة والمجتمع
محمد البحيري
2 سبتمبر، 2025
الدين والدنيا
عدد المشاهدات 5371 127
بقلم محمـــد الدكـــروري
الحمد لله أعظم للمتقين العاملين أجورهم، وشرح بالهدى والخيرات صدورهم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وفق عباده للطاعات وأعان، وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله خير من علّم أحكام الدين وأبان، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أهل الهدى والإيمان، وعلى التابعين لهم بإيمان وإحسان ما تعاقب الزمان، وسلم تسليما مزيد ثم أما بعد نعيش في زمان ضاعت فية السنة النبوية الشريفة، فأين نصيب العناية بالسنة في مناهج الدعوة الموجودة في الساحة وجهود الدعاة؟ ما مدى العناية بالسنة في مناهج التعليم رواية ودراية وأين العناية بها في وسائل الإعلام لا سيما في عصر القنوات الفضائية، ولو برد ما يخالفها؟ وأين تطبيق السنة في البيت والأسرة والمجتمع إلى متى تستمر المخالفات لهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم؟
ماذا جنت الأمة لما أهملت أو كادت أمور السنة النبوية؟ ألا ما أحوج حملة السنة إلى تنسيق جهودهم وتلاحمهم مع علمائهم لدرء الأخطار المحدقة بهم، أما آن لنا أمة الإسلام أن نجمع قلوبنا على كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم ونتخلى عن كل ما يخالف ذلك؟ من للسنة النبوية يعمل بها ويرفع لواءها ويذب عنها ويدعو إليها ويجاهد في سبيلها إلا أنتم أيها المسلمون فكونوا كما أمركم الله ينجز لكم ما وعدكم، والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون، فيا من يحب نجاته السنة فعليكم بالسنة والاتباع، عرفت فالزم وكل خير في إتباع من سلف وكل شر في إبتداع من خلف، واعلموا رحمكم الله أن من أفضل ما تقرب به المتقربون وعبر به الصادقون عن محبتهم لرسولهم الحبيب المصطفي صلى الله عليه وسلم هو كثرة الصلاة والسلام عليه، فقد أمركم الله بذلك.
كما حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك وأخبر أن فيه الأجر العظيم كما في صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” من صلي علي صلاة واحدة صلي الله عليه بها عشرا ” وقد ذكر العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه القيم “جلاء الأفهام” قرابة أربعين ثمرة وفائدة في الدنيا والآخرة من فوائد الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيا من يريد الخير في الدارين أكثر من الصلاة والسلام على سيد الثقلين، لكن ذلك الأجر مرهون بالإخلاص والإلتزام بالصلوات المشروعة دون المبتدعة وأجمعها الصلاة الإبراهيمية التي يقرؤها المسلم في تشهده ومما يلحق بمكانة المصطفى المختار مكانة أهل بيته الأطهار وصحابته الأبرار وآله الأخيار وزوجاته أمهات المؤمنين بحبهم ومعرفة قدرهم وفضلهم جميعا.
وعدم تنقصهم أو الوقيعة بهم فإن ذلك أمارة الخسران والكف عما شجر بينهم فإنه علامة الإيمان والترضي عنهم جميعا رضي الله عنهم وأرضاهم وجمعنا بهم مع رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم في دار كرامته بمنه وكرمه، فيا عباد الله صلوا وسلموا على حبيبكم ونبيكم ومن أمركم الله بالصلاة والسلام عليه ، فقال سبحانه قولا كريما ” إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ” اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الطغاة المشركين، والكافرين والملحدين والنصارى الحاقدين واليهود الغاصبين، اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك.
اللهم انصر من نصر الدين واخذل من خذل الدين، اللهم من أرادنا بسوء فاجعل كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميرا عليه، اللهم نكس رأسه، واجعل الخوف لباسه، اللهم تول أمرنا ولا تكلنا إلى أنفسنا، يا ذا الجلال والإكرام.