تعاهد العقول البشرية بالتربية والإنضاج
دكتوره مرفت عبد القادر
30 سبتمبر، 2025
الدين والدنيا
عدد المشاهدات 5371 152
بقلم محمد الدكروري
الحمد لله رب العالمين الذي خلق فسوى وقدر فهدى والصلاة والسلام على نبينا محمد الذي أعلى ربه قدره ورفع بين العالمين ذكره
وأثنى على أخلاقه فقال “وإنك لعلى خلق عظيم” صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه وترسّم خطاه إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا أ
ما بعد ذكرت المصادر التربوية والتعليمية الكثير عن كيفية التعليم وأنه يجب تعاهد العقول البشرية بالتربية والإنضاج،
والحزم في إزالة ما علق بها من الفيروسات لسبب أو لآخر،
ومن أهم هذه الفيروسات هي التفكير القائم على أساس الهوى وهو اللاموضوعية، والتفكير القائم على مشاعر الكمال الزائف وهو الانتفاخ الذهني، والتفكير المستند على المواقف المسبقة وهو التحيز المسبق، والتفكير المبني على المشاعر وكأنها حقائق ثابتة وهو المراهقة الذهنية، والتفكير المبني على التمنيات وكأنها توقعات حقيقية.
وهو التوهم الذهني، والتفكير المتكئ على العادة وهو الجمود الذهني، والتفكير الذي يعتقد صاحبه دوما أن جهة ما مسؤولة عن كل ما يحدث عقدة المؤامرة، والتفكير الذي يعتقد صاحبه أنه يستطيع دائما أن يعرف ما يفكر فيه الآخرون وهو الفراسة المتوهمة، والتعميم في التفكير من خلال رؤى محدودة غير كافية وهو الأرنبة الذهنية، وأيضا التردد والبطء في التفكير وهو السلحفة الذهنية، وأيضا التردد والبطء في إجترار الأفكار وهو الإجترار الذهني، وكما أنه ذكرت المصادر التربوية والتعليمية أن من أنواع التفكير هو التفكير المعلّب، وأن أصحاب هذا اللون من التفكير هم أولئك الذي يستنتجون قواعد عامة من حوادث شخصية، أو تجارب ناقصة، أو ملاحظات سطحية، فيخلصون منها إلى تعميمات متسرعة وأحكام جاهزة، وقوالب جامدة وهم لا يعترفون بتغير الظروف والملابسات.
وترى الواحد منهم يسألك عن مسألة شائكة ويطالبك بجواب يتلخص بنعم أو لا، وإذا خالفته قاطعك وحسم القضية بقوله إن المسألة كلها تتلخص في كذا، ثم يصدر حكما نهائيا، وربما التفت إليك مستطيلا حديثك، مستغربا عجزك عن حسم المسألة، ومستجديا عينيك نظرة إعجاب وإكبار على قدرته الفائقة على الحسم، وإن نتائج تفكير أولئك أشبه ما يكون بما نخرجه من جوف المعلبات التي نشتريها من الأسواق، وكما أن هناك تطبيقات عملية علي ذلك، ويقول الباحث التربوي قبل أن أعرض للمنهج العلمي في التفكير ومن أجل إستفادة تطبيقية أكيدة من الموضوع، أرجو أن نفكر فرديا وجماعيا بشكل جاد ومكتوب ومتكامل في إيجاد حل للمشاكل التالية، فالتطبيق الأول وهو علي سبيل المثال إكتشف الأستاذ أحمد مدير التسويق في شركة ناجحة أن إبنه البالغ من العمر الستة عشرة سنه يتعاطى الدخان.
وتفاجأ أحمد بمثل هذا الخبر، وبدأ يتساءل حقا إنها مشكلة خطيرة ولكن كيف؟ فأنا لا أتعاطاه ولا أحد إخوته، ومضى في حيرته، مع العلم أن أحمد يمنح إبنه مصروفا مدرسيا قدره مائة جنيها يوميا، والتطبيق الثاني وهو أذهل الجميع وقيل أن الأستاذ حسن كيف يطلب من مديره الموافقة على إنتقاله من القسم الذي خدم فيه طيلة سبعة عشرة سنة، والذي أتقن جميع الأعمال المتعلقة به لدرجة أصبح معها مرجعا ومستشارا، وحاول المدير ثنيه عن طلبه بحجة عدم وجود من يخلفه في قسمه، بالإضافة إلى عدم إتقانه لأعمال القسم الآخر، وأما عن التطبيق الثالث وهو أنه طلب المعلم من أحد تلاميذه الذي أخفق في الإختبار كشرط لإجتياز المادة أن يرسم خطين متساويين ويضع في طرفي الخط الأول رأس سهم وفي طرفي الثاني مقلوب رأس سهم، وأعطاه مسطرة.
فقام التلميذ برسم الخطين بطريقة معينة فصعق المعلم وصرخ في التلميذ قائلا تستحق الرسوب بجدارة، فهل توافقه علي راية؟ وتخيل أنه يعنيك أمر ذلك التلميذ، وهل هناك مساعدة يمكنك تقديمها له؟