تنبت الشحناء في صدور الرجال

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله غافر الذنب قابل التوب شديد العقاب ذي الطول لااله الا هو و اليه المصير،

الحمد لله الذي يقول للشئ كن فيكون وبرحمته نجى موسى وقومه من فرعون،

الحمد لله الذي كان نعم المجيب لنوح لما دعاه و برحمته كشف الضر عن يونس اذ ناداه،

وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله

،صلى الله وسلم وبارك عليه ما ذكره الذاكرون الأبرار، وصلى الله و سلم وبارك عليه ما تعاقب الليل والنهار،

ونسأل الله تعالى أن يجعلنا من أمته وأن يحشرنا يوم القيامة في زمرته ثم أما بعد إن ضبط اللسان في الخصومة على حد الإعتدال متعذر،

والخصومة توغر الصدور وتهيج الغضب، وإذا هاج الغضب حصل الحقد بينهما

حتى يفرح كل واحد منهما بمساءة الآخر ويحزن لمسرته ويطلق لسانه في عرضه،

فمن خاصم فقد تعرض لهذه الآفات،

 

وأقل ما فيها هو إشتغال القلب حتى أنه يكون في صلاته وخاطره متعلقا بالمحاججة والخصومة فلا تبقى حاله على الإستقامة، والخصومة مبدأ الشر وكذا الجدال والمراء، فينبغي للإنسان ألا يفتح عليه باب الخصومة إلا لضرورة لا بد منها، ولما كان هذا هو شأن الجدال والمراء والخصومة تجنب السلف الصالح ذلك، وحذروا منه حيث قال ابن عباس رضي الله عنه كفى بك ظلما ألا تزال مخاصما وكفى بك إثما ألا تزال مماريا، وقال ابن أبي الزناد ما أقام الجدل شيئا إلا كسره جدل مثله، وقال الأوزاعي إذا أراد الله بقوم شرا ألزمهم الجدل ومنعهم العمل، وقال الأصمعي سمعت أعرابيا يقول من لاحى الرجال وماراهم قلّت كرامته، ومن أكثر من شيء عُرف به، وأخرج الآجريّ عن مسلم بن يسار قال إياكم والمراء، فإنه ساعة جهل العالم، وبها يبتغي الشيطان زلته.

 

وأخرج أن عمر بن عبد العزيز قال من جعل دينه غرضا للخصومات أكثر التنقل، وقال عبد الله بن حسين بن علي رضي الله عنه المراء رائد الغضب، فأخزى الله عقلا يأتيك بالغضب وقال محمد بن علي بن حسين رضي الله عنه الخصومة تمحق الدين، وتنبت الشحناء في صدور الرجال، وقيل لعبد الله بن حسن بن حسين ما تقول في المراء؟ قال يفسد الصداقة القديمة، ويحل العقدة الوثيقة، وأقل ما فيه أن يكون ذريعة للمغالبة، والمغالبة أمتن أسباب القطيعة، وقال جعفر بن محمد إياكم وهذه الخصومات، فإنها تحبط الأعمال، وقيل للحكم بن عتيبة الكوفي ما اضطر الناس إلى هذه الأهواء ؟ قال الخصومات، فالجدال منه ما هو محمود ومنه ما هو مذموم فالجدال المحمود ما كان لبيان الحق وهداية الخلق بحسن خلق حيث قال الله تعالى ” ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن”

 

وقال جل وعلا ” ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن” والمراء الجدال المذموم وهو ما كان لمجرد المغالبة والمجادلة وحب العلو والظهور وهو من أسباب ضلال الناس، فعن أبي أمامة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما ضلّ قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية ” ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون ” رواه الترمذي، وقال الإمام ابن الأثير الجزري رحمه الله الجدل المراد به في الحديث الجدل على الباطل وطلب المغالبة، والمراء وإن كان قائله محقا فتركه أفضل، فعن أبي أمامة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا” أ

بو داود.

شارك مع اصدقائك

عن دكتوره مرفت عبد القادر

شاهد أيضاً

الصراع بين فكرة وفكرة

عدد المشاهدات 5371 114   بقلم / محمـــد الدكـــروري الحمد لله العليم الخبير، السميع البصير، …