تنشئة الطفل على التقوي والمبادئ والأخلاق
محمد البحيري
16 نوفمبر، 2025
مقالات
عدد المشاهدات 5371 87
بقلم محمد الدكروري
الحمد لله رب العالمين الذي أنعم الله علينا بنعم لا تحصى ولا تعد ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذكرنا بنعمته علينا وأننا لا نستطيع تعدادها وإحصاءها “وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار” وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله كان إمام الشاكرين حينما قال لعائشة “أفلا أكون عبدا شكورا” فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد اعلموا أن التقوى هي أزمة المجتمعات في هذا اليوم، فحاجتنا إلى التقوى عظيمة، وأزمت مجتمعاتنا لفقد التقوى، التقوى مفقودة في كثير من مجالات الحياة، لو وجدنا الكثير قد اتقوا الله تعالي فيما تولوه من مصالح المسلمين، وفيما تولوه من مصالح تعليم أبناء المسلمين، وفيما تولوه من مصالح المسلمين عامة، وكل إنسان وكل فرد لو اتقى الله فيما دونه.
فالموظف يتقي الله في وظيفته، والجندي يتقي الله في أمن بلده، والطالب يتقي الله فيما تعلمه، والمسئول يتقي الله في مسئوليته، لم نجد فسادا، ولم نجد خرابا أو دمارا، ونحن بخير ولله الحمد والمنة، وإن كان النقص قد دبّ إلينا شيئا فشيئا وما ذاك إلا لبعدنا عن التقوى، ولإستهتار بعض المسلمين بمراقبة الله تعالي وعدم مراقبة ربهم، وإستحضار التقوى في كل أعمالهم، وفي كل ما يأتون ويذرون، واعلموا إن واجب الوالدين أن يسهموا في تنشئة الطفل على مبادئ وأخلاق الإسلام وأن يجتهدوا في الحد من الآثار السلبية للقنوات الفضائية حيث قال الله تعالى “يا أيها الذين ءامنوا قو ا أنفسكم وأهليكم نارا” وحبيبنا صلى الله عليه وسلم يقول “كلكم راع وكل مسئول عن رعيته” فعلى المربين أن يقوموا بترشيد مشاهدة القنوات الفضائية وذلك بوضع قوانين محددة لمشاهدة التلفاز.
وعلينا أن نربيهم على أن يكونوا مشاهدين ناقدين للمظاهر والقيم المنافية للدين والتمييز بين الواقع والخيال، فالطفل في هذه المرحلة لا يستطيع أن يقوم بالتفكير المنطقي، وهناك قنوات تقدم رؤية إسلامية واضحة للمجتمع وتعتبر أنموذجا فريدا بين هذا الكم الهائل من القنوات السيئة وتعتبر بديلا قويا في مزاحمة هذه القنوات لكن الذي يدمي القلب ويحزن النفس هو تساهل الناس في ترك الحبل على الغارب في البيوت من القنوات التي فيها الخير والشر، وهل يعلم الراعي في أسرته بأن من ضمن هذه القنوات المفتوحة قنوات تدعوا إلى التنصير بطرق مباشرة وطرق غير مباشرة كأفلام الكرتون مثلا ؟ هل سمعوا بقصص اللواط والزنا التي تحدث في بعض البيوت بسبب ثوران الشهوة من هذه القنوات ؟ هل يدركون آثار بعض القنوات في تمييع قواعد الدين الإسلامي وثوابته.
وخصوصا على الجيل الذي لا يملك الوعي والتمييز بين الحق والباطل ؟ هل يعون بجرم وخطورة المسلسلات المنسوخة، والمدبلجة من الغرب في تغيير قناعات وأفكار أسرهم ؟ فإن هناك قنوات حمراء لها جماهير غفيرة تظهر في ثياب الإصلاح وهي أشد حقدا وتتمتم بأخبار متنوعة بين طياتها الفتن التي تزرع العداوة بين أهل الإسلام وبعضها يشعل فتيل الفرقة بين الأمم والشعوب المسلمة، وإن هويتنا الإسلامية ومبادئنا وقيمنا تفرض علينا الوقوف أمام هذا التيار المفسد ومقاومته من خلال تحصين أنفسنا وأبنائنا ومجتمعنا بالتربية الإسلامية والتمسك بالأخلاق الحميدة وتقوية الوازع الديني لمقاومة وإنكار ظواهر هذا الغزو، وعلى الرغم من صعوبة منع هذا السيل المتدفق من هذه الوسائل إلا أن علينا التركيز على التربية والتحصين الذاتي فمداخل القنوات الفضائية السيئة متعددة.
والعمل على إغلاقها أمر محال، ومع ذلك ينبغي أن يكون هناك دورا بارزا في تأسيس الجانب التربوي لأجيالنا وتعميق الوازع الديني الذي يعتبر هو الأبقى والآمن مهما تغيرت الظروف، فاعلموا يرحمكم الله أن الشاشات الفضائية للأطفال ليست شرا مطلقا ولا خيرا مطلقا، والدور المرتقب منا هو الترشيد والمتابعة، نعوذ بالله من الضلال بعد الهدى ومن الظلام بعد النور، فلا بد من رعاية الشباب والناشئة حتى يكونوا نواة صالحة لدينهم ومجتمعهم ولبنة بناء لعقيدتهم وأمتهم فاتقوا الله معشر العباد، واحفظوا وصية الله لكم في الأولاد وتذكروا موقفكم يوم المعاد، فأنتم مسؤولون عن انحراف الشباب ومحاسبون عن تربيتهم أمام رب الأرباب، وفي الختام نسأل الله أن يصلح ذريات المسلمين حتى يكونوا هداة مهتدين، ينصرون هذه الأمة ويزيلون عنها ما خنق أنفاسها من الجهل والضلال، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.