الدكروري يكتب عن أعظم الكبائر التي حرمها الشرع

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

اليوم : الأحد الموافق 17 ديسمبر

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله،

إن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة، . . . . . . . . .

وكل ضلالة في النار، أما بعد إن القلب ليحزن حينما يري الشباب وهم في أعز قواهم العقلية والجسدية ومع ذلك يفني الشباب قوته وشبابه في الفراغ والسلبية وفي كل ما حرم الله تبارك وتعالي من ملاهي ومشارب وخمور ومجون وغير ذلك ولو لم يكن الإنسان في حاجة للعمل،

لا هو ولا أسرته، لكان عليه أن يكون إيجابيا ويعمل للمجتمع الذي يعيش فيه فإن المجتمع يعطيه، فلابد أن يأخذ منه، على قدر ما عنده.

وقيل أن رجلا مر على أبي الدرداء الصحابي الزاهد رضي الله عنه فوجده يغرس جوزة، وهو في شيخوخته وهرمه، فقال له أتغرس هذه الجوزة وأنت شيخ كبير، وهي لا تثمر إلا بعد كذا وكذا عاما؟ فقال أبو الدرداء رضي الله عنه وما علي أن يكون لي أجرها ويأكل منها غيري وأكثر من ذلك أن المسلم لا يعمل لنفع المجتمع الإنساني فحسب، بل يعمل لنفع الأحياء، حتى الحيوان والطير،

وبذلك يعم الرخاء ليشمل البلاد والعباد والطيور والدواب، وإن من واجب الأمة الإسلامية أن تحافظ على الوطن وتحميه، وأن تعد له الجيل القوي المتين، عن طريق إعداد الشباب، وتدريبهم، وتعليمهم فهم الحامى الأول والراعي له، وبالإضافة إلى ذلك فإن للوطن حقوقا على الآباء والأمهات حيث يتوجب عليهم أن يعلموا أبناءهم حب الوطن.

وأن يغرسوا في قلوبهم القيم والمبادئ التي عليهم إتباعها، ويجب أن يحرصوا على بناء أولاد أقوياء أصحاء، جاهزين لخدمة الوطن في أي وقت كان، وما من إنسان إلا ويعتز بوطنه، لأنه مهد صباه ومدرج خطاه ومرتع طفولته، وملجأ كهولته، ومنبع ذكرياته، وموطن آبائه وأجداده، ومأوى أبنائه وأحفاده، حتى الحيوانات لا ترضى بغير وطنها بديلا، ومن أجله تضحي بكل غالى ونفيس، واعلموا يرحمكم الله إن القمار من أعظم الكبائر التي حرمها شرعنا الحنيف، حيث يقول الله تعالى ” يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون” والميسر هو القمار كيفما كان نوعه، وكيفما كانت تسميته، لأن التلبيس على الناس بتسميته لعبة، أو حظا، أو رهانا، أو ميسرا خيريا، أو غير ذلك.

لا يغير من حقيقة تحريمه شيئا، ويقول ابن القيم رحمه الله ” فتغيير صور المحرمات وأسمائها، مع بقاء مقاصدها وحقائقها، زيادة في المفسدة التي حرمت لأجلها” ولذلك قال مجاهد “كل القمار من الميسر، حتى لعب الصبيان بالخرز” ويدخل فى ذلك القمار باللعب بالورق، والمكعبات، ورهان الخيول، ورهان الفرق الرياضية، وألعاب اليانصيب، وما يعرف بالقمار الإلكتروني، ورهان الشطرنج، الذي يسمى في المصطلح الشرعي بالنردشير، الذي جاء في ذمه قول النبي صلى الله عليه وسلم “من لعب بالنردشير، فكأنما صبغ يده في لحم خنزير و دمه” رواه مسلم، وغير ذلك من طرق تحصيل المال الحرام، بل إن مجرد الدعوة إلى القمار أمر محرم يستدعي الكفارة بإعطاء صدقة، فكيف بلعبه؟ فيقول النبي صلى الله عليه وسلم “من قال لصاحبه تعالى أقامرك فليتصدق” رواه البخارى ومسلم.

شارك مع اصدقائك

عن haithm ALsenary

هيثم مصطفى سيد معلم أول لغة عربية محافظة أسوان

شاهد أيضاً

رفح على مفترق الأمل والخطر: بين وعود إسرائيل ونفي القاهرة

500 190 بقلم علياء الهواري معبر رفح، البوابة الوحيدة بين قطاع غزة والعالم الخارجي، عاد …