حديث الساعة اليوم بين الشباب والفتيات

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله وفق من شاء للإحسان وهدى، وتأذن بالمزيد لمن راح في المواساة أو غدا،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة نرجو بها نعيما مؤبدا،

وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله أندى العالمين يدا وأكرمهم محتدا، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أهل التراحم والاهتدا

وبذل الكف والندى، ومن تبعهم بإحسان ما ليل سجى وصبح بدا،

وسلم تسليما سرمدا أبدا، ثم أما بعد ذكرت المصادر الكثير عن وسائل الإتصالات الحديثة ومن أهمها هو الإنترنت، تلك الشبكة العنكبوتية الخطيرة،

وإن واحدا من كل ثلاثة من مستخدمين للإنترنت هو طفل، أي نحو أكثر من ثلث مستخدمي الإنترنت في العالم أطفال،

وهؤلاء الأطفال يدخلون إلى الإنترنت في سن أصغر من أي وقت مضى عبر مجموعة متنوعة من الأجهزة وهم يقضون مزيدا ومزيدا من وقتهم على الإنترنت.

 

ويتصفحون وسائل التواصل الإجتماعي، ويلعبون الألعاب، ويستخدمون تطبيقات الهاتف المحمول، ويحدث هذا في كثير من الأحيان من دون إشراف الكبار، وفي الحقيقة يمكن أن تكون شبكة الإنترنت شيئا رائعا للأطفال إذ يمكنهم إستخدامها للبحث، ومساعدتهم في أداء واجباتهم المدرسية، والتواصل مع المعلمين والأطفال الآخرين، وإستخدام الألعاب التفاعلية، وتقول العرب في أمثالها “حبك الشيء يعمي ويصم” والمعنى أن الإنسان إذا أحب شيئا وأفرط في حبه غفل عن عيوبه ومضاره، فلم ير به عيبا، ولم يجد فيه حرجا أو بأسا، وإن كان فيه كل العيب وكل البأس والحرج، كما قيل “أحب لحبها السودان حتى أحب لحبها سود الكلاب” وحديث الساعة اليوم بين الشباب والفتيات هو الإنترنت والغرام به، والولع بإرتياد مواقعه والإبحار في جنباته والجلوس في صحبته الساعات الطوال.

 

دون كلل أو ملل، وإننا لا نتكلم عن الفئات الراشدة التي تستخدم الإنترنت في مصالحها الشخصية المباحة أو في مصالح أمتها أو في مجالات الخير المتعددة، فهؤلاء إستفادوا من تلك الشبكة العنكبوتية ووظفوها فيما ينبغي من المصالح والأمور النافعة، ولكننا نتكلم عن ملايين الشباب والمراهقين الذين فتنوا بالإنترنت وولعوا بها ولعا شديدا، حتى صرفتهم عن معالي الأمور، ووجهتهم إلى الفساد والشرور المتنوعة، فما الذي يستفيده هؤلاء من الإنترنت وهل يستفيدون منها في الدعوة إلى الله ؟ وهل يستفيدون منها في معرفة مخططات أعداء الإسلام ومؤامراتهم الدنيئة لضرب الإسلام والمسلمين؟ وهل يستفيدون منها في معرفة العلوم الشرعية النافعة عن طريق المواقع الإسلامية ؟ وهل يستفيدون منها في معرفة العلوم الكونية والتكنولوجية والأخذ بأسباب التقدم والرقي ؟

 

وهل يستفيدون منها في البحوث الجامعية المعتمدة على الإحصائيات والدراسات المتخصصة ؟ وهل يستفيدون منها في إعادة أمجاد الأمة ونشر ماضيها التليد؟ والرد على الشبهات التي تثار حول الإسلام ؟ هل يستفيدون منها في قراءة كل ما هو نافع ومفيد في أي مجال ؟ فيا عباد الله إن مجالات الإستفادة من الإنترنت كثيرة غير أن معظم الشباب لا يهتمون بتلك القضايا، ولا تعنيهم تلك الأمور، فإنهم يستخدمون الإنترنت في مشاهدة الصور العارية والمشاهد الفاضحة والبحث عن المواقع الإباحية التي تجعل الشاب أسيرا لغريزته البهيمية، وضعيفا أمام شهوته الحيوانية، فتحرمه من أي عمل نافع مثمر، وتحصره في دائرة ضيقة، وهي دائرة الغرائز والشهوات حتى تقضي عليه كليا وقد يستخدم هؤلاء الإنترنت في إقامة العلاقات المشبوهة عبر مواقع المحادثة أو ما يسمى بغرف الدردشة.

 

وهكذا تضيع الأوقات النفيسة التي كان يمكن إستغلالها في طلب المعالي، بين مشاهدة صورة عارية أو إقامة علاقة قذرة بين شاب وفتاة ضائعين، واعلموا أن للصور الخليعة مخاطر نفسية وصحية على المراهقين والشباب، لأن تلك الصور تنطبع في ذهن المراهق وذاكرته حتى يألفها، وتصبح لديه شيئا عاديا، والخطورة تظهر عندما يتذكر هذا المراهق تلك الصور والمشاهد التي طالعها عبر الإنترنت ويريد أن يشبع رغبته الجنسية بأي صورة، فلا يجد أمامه إلا سبيل الإنحراف، فيسقط عن طريق الممارسات الخاطئة، التي يؤدي إدمانها إلى تدميره صحيا ونفسيا وقد يصاب عن طريق الممارسات الخاطئة بالأمراض الجنسي

ة الخطيرة.

شارك مع اصدقائك

عن دكتوره مرفت عبد القادر

شاهد أيضاً

زين لهم الشيطان سوء أعمالهم

عدد المشاهدات 5371 147   بقلم / محمـــد الدكـــروري الحمد لله رب العالمين الملك الحق …