بقلم
: عاشق القلم
أنور شوشة
يا دروبا كانت يوما
للعرب مشاعل نور
أين ذهب سكانك؟
وكيف اختفى منك العطور؟
شاهدت بين جدرانك قديما
أرواحا ما هزمتها الدهور
حتى ذبلت فيك وماتت
جميع الزهور…
كل ما فيك فرح وسرور
صار الان صمتا مكسور
يا أمة اقرأ…
ذاك درب بالحكمة فيك كان قائمًا
انهار بنيانه… وانهارت حكمتك
فلماذا ضاعت حكمتك؟
واحتل الجهل صدور أولادك؟
كيف بعد أن كنت أول أمة
تقودين الأمم بعلمِ روادك؟
فذاك الطب… كنتِ أولهم،
وفي الرياضة ارتفع نجمك
وفي الفلك… لم يتخط أحد دربك
وتعلمت الأمم من علمك
وارتوت القلوب من نهر حكمتك
فارتفعت أقمارهم… واختفى نجمك
وتوحّدت عروقهم… وتفرّق ولدك!
فآه يا أمة اقرأ من ضعفك
ومن جراح تشربت في جسد وحدتك
يا أمة اقرأ…
أين الصدق الذي كان شعارك؟
قد طمست معالم أربابه
وجاء الكذب بوجه حضاري
ليعتلي الكاذب منصّات من وهم،
وصار الصادق يتهم بالغباء والفرار
وأين الصبر
الذي أوصى به الأنبياء؟
صرنا نطلب بذوره…
فلا تنبت ثمارا
ونجزع من أول اختبار
ونسينا أن فوق كل شدة…
تولد الأفكارا
أين اليقين الذي حمله إبراهيم؟
وثبت به موسى حين ناداه ربه؟
أين نور المحمدي الذي كان ساطعا
وتتبعت الأمم أثره؟
حين أتى المصطفى ببرهانه
استجابت القلوب له
فلماذا اختفى أثره؟
صرنا نرتجف من أي عدو قادم
ونربط قلوبنا بالأسباب…
ونسينا مسبب الأسباب
والعلم تاه من بين أيدينا
صرنا نملك الشهادات…
ولا نفهم معانيها
عقولا تعشق التفاهة
نُعجب بمن يرقص حولنا
ونسخر ممّن يكتب فكرا أو دعاء
يوحد صفوف أمتنا
أما الحياء…
فقد صار غريبا
حتى استحى أن يظل بيننا
وصار المجاهر بالخطيئة بطلا
والمستتر بها… موصوما بالضعف
ومات الضمير…
و دفن في غفلة من الزمان
ولم يحضر جنازته أحد
لا إعلام… ولا وجدان
فمن يعيد إليه نبضه؟
ومن يوقظ الضمير الذي نام في صدر ذاك الإنسان؟
فاستيقظي يا أمتي
قبل أن ينطفئ سراجك،
فما زال في الدرب بقية نور
وما زالت روح اقرأ
تبحث عن من يحيي السطور.
