د. محمد ابو شنب يكتب .. “القرب من الله: السكينة الحقيقية في مواجهة الموت وحقيقة الدنيا”

بقلم د.محمد ابو شنب

الدين ليس مجرد جزء من حياة الإنسان، بل هو الأساس الذي يقوم عليه وجوده ومعناه. الإنسان في هذا العالم يمر بتجارب واختبارات، والدين هو البوصلة التي توجهه نحو الصواب والحق. القرب من الله ليس خيارًا بل ضرورة ملحة لكل فرد يسعى للنجاة والرضا الإلهي.

القرب من الله: ضرورة وجودية
القرب من الله هو الحصن الحصين الذي يحمي الإنسان من ضغوطات الحياة ومغرياتها. إن الله هو الملجأ الوحيد الذي يمكن أن يجد فيه الإنسان السلام الحقيقي والراحة النفسية. عندما يكون الإنسان قريبًا من الله، يفيض قلبه بالإيمان، ويزداد يقينه بأن الله لن يخذله مهما كانت الصعوبات.

القرب من الله ليس مجرد شعور، بل هو جهاد للنفس وسعي دائم لطاعة الله والالتزام بما أمر به. في هذا السعي، يجد الإنسان القوة على مواجهة الشدائد والصمود أمام الفتن. عندما يكون قلب الإنسان معلقًا بالله، تتضاءل أمامه هموم الدنيا، ولا تزعجه المصائب لأنها مهما بلغت شدتها، هي في نظره امتحانات من الله يثق بأنه سيعبرها بأمان بفضل الله ورحمته.

الموعظة: تذكر الموت والآخرة

من أعظم المواعظ التي يجب أن يتذكرها الإنسان دائمًا هي موعظة الموت. الموت هو الحقيقة الثابتة التي لا مفر منها. كل نفس ذائقة الموت، وكل ما في الدنيا زائل. عندما يتذكر الإنسان الموت، يدرك حقيقة الدنيا ويعرف قيمتها الحقيقية. الدنيا دار عمل وزرع، والآخرة دار حساب وجزاء.

الإنسان يجب أن يسأل نفسه: ماذا أعددت ليوم الرحيل؟ هل استعددت للقاء الله؟ هل عملت بما يرضيه؟ إن تذكر الموت يجعل الإنسان يسارع في التوبة والعودة إلى الله، ويحثه على أن يملأ حياته بالأعمال الصالحة التي تقربه من ربه.

التأثير النفسي للقرب من الله وتذكر الموت
القرب من الله وتذكر الموت لهما تأثير قوي على نفسية الإنسان. تذكر الموت يعيد الإنسان إلى الواقع ويبعده عن الغفلة. يدفعه إلى محاسبة نفسه وإصلاح عيوبه. في المقابل، القرب من الله يمنحه الأمان والطمأنينة في مواجهة هذا المصير الحتمي. فالإنسان المؤمن يدرك أن الموت ليس نهاية، بل هو بداية لحياة أبدية في الآخرة، حيث الجزاء العادل من الله.

الشعور بالمسؤولية أمام الله يجعله أكثر حرصًا على إصلاح نفسه والاستقامة في كل ما يقوم به. وهذا الوعي والإيمان بالله يزرع في قلبه السكينة والطمأنينة، لأنه يعلم أنه في رعاية الله، سواء في الدنيا أو في الآخرة.

في نهاية الأمر

الدين هو طريق النجاة والقرب من الله هو السبيل الوحيد للعيش بسلام داخلي حقيقي. تذكر الموت هو أعظم موعظة تحرك القلوب وتعيد الإنسان إلى طريق الحق. فلنحرص على أن تكون قلوبنا معلقة بالله، ولنستعد ليوم اللقاء به، ونعمل على أن نكون من الذين يرضى الله عنهم في الدنيا والآخرة.

شارك مع اصدقائك

عن .فرحه الباروكي

شاهد أيضاً

أمراض القلب وانسداد الشرايين وخطورتها علي حياة الإنسان

500 89 بقلم: رضا الحصري هناك من أمراض القلب وانسداد الشرايين ما هو أخطر المشكلات …