سبب نزع الإيمان من القلوب 

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله خلق الخلق فأتقن وأحكم، وفضّل بني آدم على كثير ممن خلق وكرّم، أحمده سبحانه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه،

يليق بجلاله الأعظم، وأشكره وأثني عليه على ما تفضل وأنعم،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الأعز الأكرم،

 

وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله المبعوث بالشرع المطهر والدين الأقوم، صلى الله وبارك عليه وعلى آله وصحبه وسلم، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد إن من أضرار جريمة الزنا هو نزع الإيمان من قلب الزناة، حيث قال رسول الله صلى اله عليه وسلم ” لايزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ” متفق عليه، وكما قال صلى الله عليه وسلم “من زنى وشرب الخمر نزع الله منه الإيمان كما يخلع الإنسان القميص من رأسه ” رواه الحاكم، فما فائدة الحياة بلا إيمان، فإن الحياة البهيمية أفضل من حياة لا إيمان فيها.

 

لأن الغاية التي من أجلها خلق الإنسان أغفلها أهل البغي والشر، حيث قال الله تعالى كما جاء في سورة الفرقان ” أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا” وكما أن من أضرار الزنا هو ضعف الوازع الديني لدى الزناة وهذا واضح معلوم فلو كان هناك إيمان وخوف من الخالق سبحانه وتعالى لما حصل ما حصل من الوقوع في هذه الفاحشة المشينة فبما أن دين الزناة في الحضيض الأسفل فقد يرضى بأن تُفعل الفاحشة بأهله وهو لايبالي بذلك وهذا من ضعف الإيمان والدين، فهو بذلك ديوث لرضاه بفعل الفاحشة بأهله، وقد قال المصطفي عليه الصلاة والسلام ” لا يدخل الجنة ديوث ” وكما أن من أضرار الزنا هو غضب الرب سبحانه وتعالى، فالله جل وعلا يغضب إذا انتهكت محارمه ، فالله عزوجل يغار وغيرته أن تنتهك محارمه.

 

فمن انتهك محارم الله فقد باء بغضب من الله ، ومن مات وهذه حاله، وربه ساخط وغضبان عليه من جراء صنيعه القبيح ، وفعله المشين فيالحرمانه ، ويالخسارته التي لا تقدر بثمن من سوء ما قدم ، ويالها من كارثة وأي كارثة، وكما أن من أضرار الزنا هو ذهاب حرمة فاعل الزنا وسقوطه من عين ربه، ثم من أعين الناس، فإذا عرف من يمارس الزنا لم يعد هناك من يحترمه بل يحتقره الجميع، ولايقام له وزن عند الناس، بل يشار إليه بالسوء والقبح، ويحذره الناس على محارمهم فلا يؤمن، بل قال بعضهم أن من يمارس الزنا لايمكن أن يؤتمن على أولاده وبناته ونعوذ بالله من ذلك الشر، فيوصف صاحب الزنا بأسماء قبيحة مثل الزاني والفاجر والفاسق والخائن وغيرها من الأسماء التي لا تليق بالمسلم، وكما أن من أضرار الزنا هو ضيق القلب ووحشته.

 

حيث تجده ضيق الصدر لبعده عن الله وعن أوامر الله عزوجل، ويحس بوحشة الذنب والمعصية كلما خلا بنفسه لأن نفسه تحاسبه فيخاف العقوبة في الدنيا والآخرة، وكما أن من أضرار الزنا هو فقد الحسنات يوم القيامة، ففعل الفواحش والمعاصي يذهب الحسنات، وكما أن من أضرار الزنا هو إنتشار الأمراض الفتاكة، وهذا ما يلاحظ على أهل الزنا، فهم في هذا الزمان السبب الرئيسي لنقل جميع الأمراض الفتاكة والخطيرة والمهلكة، فالزنا سبب لأمراض كثيرة منها السيلان والزهري وهما مرضان خطيران يفتكان بصاحبهما، وها هو مرض نقص المناعة المكتسبة الإيدز، وهو مرض العصر، وسببه المباشر والرئيسي هو العلاقات الجنسية المحرمة، وهذا المرض لم يجد له الأطباء علاجا حتى الآن، فليحذر أولئك العصاة المارقون أن يختم الله تعالي عليهم بمثل هذا المرض فتكون النهاية وخيمة والخاتمة سيئة والعاقبة أليمة.

شارك مع اصدقائك

عن دكتوره مرفت عبد القادر

شاهد أيضاً

زين لهم الشيطان سوء أعمالهم

عدد المشاهدات 5371 147   بقلم / محمـــد الدكـــروري الحمد لله رب العالمين الملك الحق …