سد النهضة بين التوازن المائي والسياسة الإقليمية

 

قلم عصران الراوي

 

لا يزال سد النهضة الإثيوبي يمثل قضية محورية في السياسة المائية والاقتصادية للمنطقة حيث تؤكد أحدث البيانات الرسمية أن توربينات السد في حالة سكون وأن تصريف المياه يتم عبر بوابة واحدة من المفيض العلوي بدلًا من أربع بوابات وهي كافية حاليًا لتصريف الإيراد اليومي الذي يتراوح بين 150 و200 مليون متر مكعب

 

الدكتور عباس شراقي أستاذ الموارد المائية والجولوجيا بجامعة القاهرة أوضح أن السد العالي في مصر يستقبل المياه المصروفة من سد مروي بالسودان والتي بلغت ذروتها يوم 2 أكتوبر الماضي بمقدار 752 مليون متر مكعب يوميًا وفق بيانات وزارة الزراعة والري السودانية قبل أن تنخفض تدريجيًا إلى نحو 550 مليون متر مكعب يوميًا حاليًا مع فقد 8% خلال المسافة الطويلة بين السدين التي تبلغ حوالي 1000 كم في بيئة صحراوية قاسية

 

هذا الوضع يعكس ليس فقط دقة إدارة الموارد المائية بين الدول الثلاث بل يكشف أيضًا هشاشة التوازن السياسي والإقليمي الذي يحكم العلاقات بين مصر والسودان وإثيوبيا فالمياه أصبحت سلاحًا سياسيًا ووسيلة ضغط في الوقت ذاته وأي تغيّر مفاجئ في تصريف السد قد يعيد رسم خريطة التوترات ويستدعي تنسيقًا دبلوماسيًا دقيقًا لتجنب أزمات جديدة

 

يبقى السؤال السياسي الأكبر كيف ستوازن إثيوبيا بين حاجتها لتوليد الكهرباء وتحقيق التنمية وبين الأمن المائي لمصر والسودان وهو ما يجعل ملف سد النهضة أكثر من مجرد مشروع هندسي بل قضية استراتيجية مصيرية على المستوى

الإقليمي

شارك مع اصدقائك

عن دكتوره مرفت عبد القادر

شاهد أيضاً

السودان اليوم الحرب المستمرة والأزمة الإنسانية الكبرى ..والدور المصري في جهود السلام

عدد المشاهدات 5371 88 بقلم عصران الراوي يشهد السودان الشقيق حالة طوارئ مستمرة منذ اندلاع …