سعاد خفاجي تكتب.. المستخبي خير
.فرحه الباروكي
25 يوليو، 2024
مقالات
عدد المشاهدات 5371 54
بقلم سعاد خفاجى
الحمد لله الذي أخفى عنا نوايا غيرنا وتولانا بلطفه. إن الحياة مليئة بالتحديات والمواقف التي قد نواجه فيها أشخاصًا يحملون نوايا تختلف عن ظواهرهم. لكن، في وسط كل هذه المواقف، تظل قلوب الطيبين هي النور الذي يضيء دروبهم، مهما كانت العتمة من حولهم.
إنني أعتقد جازمًا أن نقاء قلوب الطيبين يضيء لهم ما قد يكون مخفيًا أو غامضًا. فلطالما كان الله سبحانه وتعالى سترًا لنا، يحيط خطواتنا بلطفه ورعايته. أيقنت من خلال تجاربي أن هناك قوى خفية تعمل في عالم البشر، وأن الطيبة والتسامح لا تعني السذاجة، بل هي قوة حقيقية تقي صاحبها من شرور الآخرين.
في كثير من الأحيان، نجد أنفسنا في مواقف تتطلب منا أن نفهم نوايا الآخرين. لكن، هل من الأفضل دائمًا أن نحفر في أعماق نوايا الناس لنكتشف ما بداخلهم؟ أرى أن هذا قد يكون مضيعة للوقت، بل وقد يتسبب في مشاعر سلبية تؤثر علينا. فالحقيقة هي أن ما سنكتشفه في بعض الأحيان قد يكون أكثر سوادًا مما نتصور، وقد يفوق قدراتنا على التعاطي معه.
إن قربنا من الله هو الحصن الذي يحمي أرواحنا من شياطين الإنس، الذين قد يحملون في قلوبهم خبثًا ولؤمًا لا حدود له. فالبعض يتقن فن الأذى دون مبرر، ويبدو أن اللؤم هو لغتهم المفضلة. ولكن، بفضل الله، فإن ستره ورعايته يجعلنا في مأمن من تلك الأذى، سواء كان ظاهرًا أو مخفيًا.
لذا، لنستمر في تقدير طيبتنا ونقاء قلوبنا، ولنتذكر أن الله سبحانه وتعالى يحفظنا من كل شر. لننشر الخير في هذا العالم، ولنكن من الذين يضيئون درب الآخرين، رغم كل ما قد يواجهونه من صعوبات. اللهم احفظنا من شر الناس، واغمرنا برحمتك ولطفك في كل خطوة نخطوها.