عشر سنوات على عملية قتله.. ماذا تبقى من الإرث الجهادى لبن لادن؟

عشر سنوات على عملية قتله.. ماذا تبقى من الإرث الجهادى لبن لادن؟

متابعة أيمن بحر

فى لقاء مع اللواء رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي والخبير الأمني ومكافحة الإرهاب يقول قبل عشر سنوات أعطى أوباما أوامره بقتل أسامة بن لادن لكن مقتله لم ينه ظاهرة الجهاديين التى روّعت العالم وساهمت فى تنامى الإرهاب. إمتلك بن لادن مزايا خاصة وعرف كيف يستخدم الإعلام الدعائى لكنه جنى كثيراً على صورة المسلمين.
بعد عشر سنوات على قتله على أيدى الأمريكيين، لم يبق الكثير من إرث أسامة بن لادن الذى كان أول من دعا الى الجهاد العالمى وأدرك أهمية الإعلام الدعائى.
وكان الرئيس الأمريكى الأسبق قد التفى فى 28 نيسان/ أبريل 2011 بكبار المسئولين فى غرفة العمليات فى البيت الأبيض الموجودة تحت الأرض. وفى صباح اليوم التالى، أعطى أوباما الضوء الأخضر للقوات الخاصة للقيام بإغتيال بن لادن، فى عملية وصفها المدير السابق لـ سى آى أيه جون برينان لفرانس برس بأنها “الأكثر صعوبة وسرية والأفضل تخطيطاً” فى مسيرته المهنية.
وقامت القوات الخاصة بتنفيذ العملية فى يوم الأحد أول أيار/ مايو 2011، وقتل فيها بن لادن فى باكستان. والقى الأمريكيون جثة بن لادن فى البحر، لمنع تحوّل قبره الى رمز لمعاداة الأمريكيين ومحجة للإسلاميين الجهاديين المتطرفين. ورغم أن قوة تنظيمه تراجعت الى حدّ كبير بعد مقتله ثم مقتل إبنه فى وقت لآحق، الا أنه يبقى رمزاً بالنسبة الى العديد من الجهاديين.
ويبقى بن لآدن مؤسس الجهاد العالمى فى العصر الحديث. وقد تمكّن من تجنيد عدد ضخم من العناصر فى تنظيمه ومن تعبئة آخرين فى دول أخرى غير أفغانستان حيث بدأ معركته ضد الأمريكيين، خصوصاً لأنه أدرك أهمية السياسة الدعائية والترويجية لعقيدته.
يؤكد مدير مركز صوفان للأبحاث كولين كلارك أن الصورة التى رُوّجت له نجحت فى تجنيد مقاتلين. ويقول “حتى وإن تعرّض للإنتقاد أحياناً لتعلقّه بالإعلام، الا أنه كان فى الواقع مدركاً لأهمية المنصات الإعلامية الرئيسية فى بث رسالة القاعدة”
حوّل بن لادن مناطق الحرب التى قاتل فيها الى حقول تدريب وخصّص ثروته لتمويل مقاتلين فى أفغانستان والشيشان، مروراً بالبوسنة والصومال. وخلق مجموعات عديدة غّذت الشبكات الجهادية فى العالم. تمكّن من تجنيد عدد ضخم من العناصر فى تنظيمه ومن تعبئة آخرين فى دول أخرى.
عندما أرسل طائرات لتصدم برجى التجارة العالمية فى نيويورك فى 11 أيلول/سبتمبر 2001 وتقتل أكثر من ثلاثة آلاف شخص، تحدّى بن لادن الولايات المتحدة وذلّها وأغرقها فى حداد، وأثار الحماسة فى المقابل فى جيل من الجهاديين للتحرك ضد الغرب، ولو أنه عاش هو كل حياته مختبئا.

بعد عشرين عاماً من الإعتداءات التى حملت توقيعه، تستعد الولايات المتحدة لمغادرة أفغانستان من دون أن تدعى النصر. ويقول كلارك إن بن لادن ضرب القوة العالمية الأولى وجرّها الى حرب إستنزاف فى أفغانستان لا يمكن أن تربح فيها”
تغيّر المشهد الجهادى بعد موت بن لادن. فلم تعد القاعدة التنظيم الجهادى العالمي الأول، بل أصبح تنظيم الدولة الإسلامية فى الواجهة. ولم يتوحد التنظيمان بل هما غالباً ما يتقاتلان عسكرياً وعقائديا.

ويقول مؤسس الموقع الإلكترونى المتخصص بالشئون الجهادية جهادولوجى آرون زيلين إن “كوادر تنظيم الدولة الإسلامية لا يزالون ينظرون بإعجاب” الى بن لادن، مضيفاً أن التنظيم “يرى نفسه أحد الورثة الشرعيين لبن لادن

لكن الكاتب غلين روبنسون الذى وضع مؤخراً كتاباً عن الجهاد العالمى يرى أن بن لآدن بالنسبة الى كثيرين ينتمى الى الماضى
وهناك إنقسام حول الإرث العقائدى الذى تركه. ويرى بعض الجهاديين أن مهاجمة الولايات المتحدة على أرضها أعطت نتيجة عكسية. وكتب المنظر الجهادى أبو مصعب السورى فى مقال نشر على حسابات جهادية على الإنترنت إنها حماقة إستراتيجية”
ويقول روبنسون ينظر فى أوساط كثيرة الى إستراتيجيته بإستهداف أمريكا أولاً، العدو البعيد، على أنها خطأ كبير مضيفاً الدليل هو أن عدداً قليلاً جداً من الجهاديين ساروا على هذا الطريق

واليوم، يقاتل فروع تنظيم القاعدة فى منطقة الساحل والصومال وبعض دول الشرق الأوسط، ولا ينفذون ضربات فى الغرب. لا بل يحاولون أحياناً التجذّر فى اللعبة السياسية المحلية، ويتمتعون بإستقلالية كبيرة عن التنظيم المركزى بزعامة أيمن الظواهرى.
بالنسبة إلى المسلمين، وإن كانت فئة قليلة لم تتردّد فى المجاهرة بتأييده بن لادن لكن الأغلبية تؤكد أنه شوّه صورة الإسلام ووسم المسلمين لدى بعض الأوسط عن غير حقّ ب”الإرهاب
الى أن بعض المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان أشارت الى خطر إقدام بعض الحكومات على تجاوز الخط الذى يفصل بين المجموعات العنيفة وغير العنيفة، وذلك بهدف نزع الشرعية عن مجموعات معارضة سلمية وتبرير إنتهاك حقوق الإنسان
ويشكو كثير من المسلمين من أن هذه الحرب جعلت كل مسلم متهماً بالإرهاب حتى ثبوت العكس. وإنعكس ذلك فى التدابير فى المطارات وإجراءات الحصول على تأشيرات دخول الى الدول الغربية بالنسبة الى مواطنى الدول ذات الغالبية المسلمة.
وجاء فى دراسة لمنظمة راند كوربوريشن نفذت لصالح سلاح الجو الأمريكى ونشرت فى العام 2020، أن بعض الحكومات رأت فى “الحرب على الإرهاب التى إنضمت اليها، فرصة لإضعاف المعارضة الإسلامية

شارك مع اصدقائك

عن .فرحه الباروكي

شاهد أيضاً

الحياة غايات ومقاصد ومهام ووظائف

عدد المشاهدات 5371 141 يقلم محمد الدكروري الحمد لله السميع البصير، وأشهد أن لا إله …