غزة تتنفس الصمت… واحتفالات في تل أبيب بعد إعلان الهدنة التاريخية

كتبت علياء الهواري

عمّت موجة فرح عارمة شوارع غزة وتل أبيب عقب الإعلان الرسمي عن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، بعد أشهر طويلة من القتال الذي خلّف آلاف القتلى والجرحى ودمارًا واسعًا في القطاع.

في غزة، خرج مئات الفلسطينيين إلى الشوارع رغم الدمار الذي يطوّق المدينة، رافعين الأعلام الفلسطينية ومرددين الهتافات التي تمجد “الصمود والنص”، فيما شوهد الأطفال يلوّحون بالرايات فوق أنقاض المباني المدمرة، تعبيرًا عن الأمل بعودة الحياة الطبيعية بعد شهور من القصف المستمر.

أما في تل أبيب، فقد تجمع عشرات الإسرائيليين في الساحات العامة،بعضهم رفع صور الرهائن الذين من المقرر إطلاق سراحهم ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق، وسط مشاعر متباينة بين الارتياح والخوف من انهيار الهدنة في أي لحظة

وقال أحد سكان غزة لوسائل الإعلام: “لم نعد نصدق أن الهدوء ممكن. نريد فقط أن ننام دون أصوات الطائرات والقصف.”، بينما وصف أحد الجنود الإسرائيليين الاتفاق بأنه “بداية لنهاية مؤلمة للجميع”.

ورغم الأجواء الاحتفالية، حذّرت منظمات دولية من أن الطريق نحو السلام لا يزال طويلاً وشائكًا، خاصة مع استمرار الخلافات حول قضايا إعادة الإعمار، وعودة النازحين، وترتيبات ما بعد الحرب داخل غزة.

الاتفاق، الذي تم التوصل إليه بوساطة أمريكية ومصرية وقطرية، يُعد الخطوة الأولى نحو وقف شامل ودائم للعمليات العسكرية، وسط تفاؤل حذر من أن تكون هذه الهدنة بداية مرحلة جديدة تنهي واحدة من أعنف جولات الصراع بين الجانبين منذ عقود.