لماذا أنا وفدِيّ؟
.فرحه الباروكي
9 ديسمبر، 2025
مقالات
500 101
بقلم – أسامة عبدالخالق
في زمنٍ تتسارع فيه التحديات ويتغيّر فيه المشهد السياسي والاجتماعي بوتيرة غير مسبوقة، تظل هناك ثوابت لا تتبدل، ومبادئ لا تذبل،
وجذورٌ لا يمكن اقتلاعها من ذاكرة الأمة. ومن بين تلك الثوابت يبرز حزب الوفد باعتباره مدرسة وطنية عريقة
وصوتًا أصيلًا للحركة الوطنية المصرية.
ولهذا أقول بثقة: أنا وفدِيّ… لأنني أنتمي إلى بيتٍ هو بيتُ الأمة.
الوفد.. تاريخ يصنعه الوطنيون
يعود حزب الوفد في جذوره إلى ثورة 1919، تلك الشعلة التي انطلقت من ضمير الشعب واحتضنها المصريون من كل طوائفهم، ليصبح الوفد رمزًا للكفاح من أجل الدستور، والحرية، والاستقلال.
لم يكن الوفد مجرد حزب سياسي، بل كان حركة شعبية ضمت الفلاح والعامل والمثقف والتاجر، ورفعت شعار «الدين لله والوطن للجميع» ليجمع المصريين تحت راية واحدة: راية الوطن.
إن النضال الذي قاده سعد زغلول ورفاقه لم يكن من أجل سلطة أو نفوذ، بل من أجل كرامة هذا الشعب وحقه في أن يختار ويعبّر ويصنع مستقبله بيده.
وهذا الإرث العظيم لا يزال مستمرًا حتى اليوم.
بيت الأمة.. ضمير الوطن
يسمون الوفد بيت الأمة… ولم يكن هذا اللقب يومًا مجاملة أو شعارًا، بل كان وصفًا لواقعٍ حي.
فالوفد كان دائمًا بيتًا مفتوحًا للمصريين جميعًا، بمختلف عقائدهم ومشاربهم وأفكارهم، يؤمن بالحوار، ويكرّس قيم المشاركة والتعددية، ويحترم الرأي والرأي الآخر.
إنه البيت الذي لا يُقصي أحدًا، ولا ينغلق على نفسه، ولا يفرّط في مبادئه.
حزب يحمي المواطنة… قبل أن تصبح شعارًا
حين نتحدث اليوم عن المواطنة وحقوق الإنسان، نجد أن الوفد كان السبّاق منذ أكثر من مئة عام في الدفاع عن هذه المبادئ.
ففي دستور 1923، الذي كان الوفد القوة الدافعة وراءه، ترسخت للمرة الأولى قيم المساواة والعدالة والحرية وسيادة القانون.
الوفد لا ينظر للمواطن باعتباره رقمًا انتخابيًا، بل إنسانًا كامل الحقوق، شريكًا في الوطن… مسلمًا كان أو مسيحيًا، رجلًا أو امرأة، شابًا أو كبيرًا.
إنه حزب يقف ضد التمييز بجميع صوره، ويعتبر أن قوة مصر في وحدتها، وتنوعها، وانصهار أبنائها في بوتقة وطنية واحدة.
الوفد… مستقبل يليق بتاريخ الوطن
إن الأحزاب لا تُقاس بتاريخها وحده، بل بقدرتها على صناعة المستقبل.
والوفد اليوم يتحرك بخطى ثابتة لاستعادة مكانته، وتجديد دمائه، وتمكين الشباب، وتفعيل دوره في الحياة السياسية، ليصبح كما كان دائمًا: صوت العقل، وضمير الوطن، والجسر بين الماضي والمستقبل.
يدرك الوفديون أن مصر بحاجة إلى أحزاب قوية تقف إلى جوار الدولة، تدعمها حين تحسن، وتقومها حين تخطئ، وتقدم رؤية وطنية تعلي قيمة العمل والإنتاج والعدالة الاجتماعية.
والوفد، بتاريخِه ومؤسساته ورموزه، قادر على أن يكون رأس الحربة في بناء وعي جديد، يعتمد على الوطنية الصادقة وليس على الشعارات.
لماذا أنا وفديّ؟
لأنني أؤمن أن السياسة ليست صراعًا على المناصب، بل خدمة للوطن.
ولأنني أرى في الوفد إرثًا نقيًا، ومنهجًا وطنيًا، وتاريخًا مشرفًا، ومستقبلًا يمكن أن نشارك في بنائه.
أنا وفديّ لأن الوفد حزب علّم الأجيال معنى الانتماء، ومعنى أن يكون الوطن أولًا… دائمًا.
أنا وفديّ لأنني أريد مصر قوية، عادلة، مدنية، ديمقراطية، تحترم الإنسان وتحمي كرامته.
ولأن الوفد كان وسيظل ضمير الوطن… فأنا بكل فخر: وفديّ.