مبادرة انت استثنائي

كتب راضي سليمان

شخصية اليوم المضيئة هى الأستاذة قدريه محمود عبد العال أخصائية تمريض مشرفة وحدة فريد عطيه للغسيل الكلوي بدمنهور

إنني اليوم أكتب كلماتي بحروفٍ من نور ، لكل من تساقط من جبينه ولو نقطة عرق واحدة ، وهو يؤدي واجبه للمحافظة على صحة غيره .
وإلى الذين يقضون وقتًا طويلاً فى العمل لخدمة الناس ، تاركين منازلهم وأسرهم وأطفالهم ، من أجل خدمة غيرهم .
حيث وضعوا المصلحة العليا أمام أعينهم ، وجعلوا المحافظة على صحة وسلامة المصريين فى مقدمة أولوياتهم …
ويضعون امام ناظريهم دائما قول الحق جل وعلا “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ، وسُتردُون إلى عالِمِ الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون ” صدق الله العظيم .

ومن هؤلاء شخصية اليوم المضيئة التى بدأت رحلتها في العطاء والتفاني في خدمة مرضى الكلى بمستشفي حميات دمنهور منذ عام 2003، ، حيث كانت نقطة الإنطلاق في قسم الكلي بمستشفي الحميات.
وخلال تلك الفترة حتى عام 2006، أثبتت تميزها وإخلاصها فى العمل ، مما مهد الطريق لتوليها مسؤوليات أكبر.

واستمرت قدريه فى تأدية عملها بنفس الروح والهمة والنشاط والتفاني والإلتزام والإهتمام الدائم بالمرضى والمركز ككل، فكانت مثال للقائد الذي يعمل بحب وإخلاص وسيلٍ من العطاء ، فكانت السراج الذي يضيء الطريق ويمنح الأمل للمرضى الضعفاء .

فكان لها أعظم الأثر والمساهمه في تحسين الرعاية الصحية بالمركز ، من خلال الدعم الذي قدمته للمركز طوال مسيرتها المهنية، وخصوصاً في الأوقات الحرجة والصعبه .

فمع ظهور جائحة كورونا والتحديات التي فرضتها المحنة والصعاب التى قابلت الجميع ، تم إخلاء مرضى الغسيل الكلوى من الحميات إلى مركز فريد عطية، حيث قادت بحنكة وحدة طوارئ الغسيل لجميع مراكز البحيرة بمستشفى الحميات، وهي مهمة لم تكن بالسهلة .

وهنا ظهرت المعاني والقيم النبيله وجمال الشخصية من حيث الإلتزام والمثابرة والروح القيادية التي أظهرتها في جميع المهام التى وُكِلت إليها ، والتي كان لها الأثر البالغ في تعزيز كفاءة الخدمات المقدمة في مركز فريد عطية للغسيل الكلوي .

ففى هذا الوقت العصيب كان الجميع فى المركز على قلب رجل واحد ، جمعهم الإيمان بالله ، ووحدهم روح الفريق ، وشد من عزائمهم حبهم لوطنهم وأهمية المحافظة على سلامة المصريين .

حتى عندما أصيبت بالكورونا لم تتوانى عن تأدية واجبها بعد أن شفاها الله وعافاها من هذا المرض ، بل استمرت فى تأدية عملها وسارعت لتنضم لكتيبة المقاتلين من جديد .

فكان الجميع استثنائيون حقًا ، فلم نرى من يرغب فى التخلي عن دوره ، أو من يخاف على صحته ، أو من يعتذر لسبب ما .

فقد اتفق الجميع على شئٍ واحد ، وهو المحافظة على صحة وسلامة المصريين ، وتزودوا بالهمة والنشاط والقدرة على اثبات الذات ، وتحقيق الصعب وانجاز المستحيل حتى زالت الغمة بفضل ونعمة من الله عز وجل .

ولم تكتفِ بذلك، بل سعت لتأسيس قسم لتركيب القساطر لمرضى كورونا، وتولت بعد ذلك إشراف مركز فريد عطية للغسيل الكلوي، موسعة مجدداً نطاق الخدمات لتشمل وحدة التدخلات الكلوية، حيث تم تركيب القساطر المستديمة لمرضى من جميع أنحاء الجمهورية.

وتم تكريمها مؤخرًا تقديرًا لجهودها الدؤوبة، وهو تكريم يُعد شهادة على العمل الشاق والمثابرة التي تبذلها يومياً
فى العمل ، برغم أنها أم لأربعة أطفال، لكنها خلقت لنفسها توازناً فريداً بين مهامها العائلية والمهنية.
تشهد على القوة والإلهام ، فأكبرهم طالبة في كلية الصيدلة والثانية في المرحلة الثانوية وأبنائها في مراحل تعليمية مختلفة ….

ويوجه الدكتور محمود الغنام مدير مستشفى حميات دمنهور التحية لها ويقول : ” شكرًا لكِ على سنوات الخدمة الطويلة، الدؤوبة والمليئة بالتحديات والإنجازات .
ونتطلع قدمًا لمزيد من النجاحات والتطورات التي ستقودينها في المستقبل، مع العلم بأن تأثيرك الإيجابي سيستمر في الإلهام ليس فقط داخل جدران مركز الغسيل ولكن في المجتمع الطبي بأكمله ”

أما الدكتورة رويده حسني مدير إدارة الكلى بالمديرية فتقول عنها : ” كل من يعرف الأستاذة قدرية يصفها بأنها شخصية هادئة الطباع ، طيبةٌ جدًا ، حنونةٌ مع البسطاء والضعفاء ، وهى ذكية جدًا ، ومجتهدةٌ فى عملها ، والجميع يعتمدون عليها فى العمل فى المركز فى كل صغيرة وكبيرة .
فهى تقوم بتحفيز الفريق على العمل بكل حب واخلاص وتحثهم على العمل أكثر وأكثر ، وكان لها دورٌ كبير وعظيم فى المساهمة من أجل اعتماد المركز من هيئة الإعتماد والرقابة الصحية الجهار “.

أما الدكتورة لمياء الغرباوى مدير إدارة السلامة و الصحة المهنية بالمديرية فقد أشادت بإخلاصها و اجتهادها وتقول : ” نشعر أننا فى ضيافة الأم حين وجودنا بالمركز بما يشمل ذلك حرصها على تنفيذ تفاصيل كل أعمال المركز ، وليس الأمر جديدًا أو من واقع عملها كأخصائية تمريض ، بل هى الأم التى تفكر فى تجميل بيتها ، فهى عندما وجدت أرض رطبة امام المركز …حولتها بفن الأم المدبرة إلى لوحة فنية من الزهور والنباتات الجميلة لتعطى شكل جمالى يسر عين المريض الذي يستقبله المركز لتشرح بها صدره عند دخول المركز و ما ادراكم بحالة هذا المريض الجسدية والنفسية .

ليس هذا فحسب بل بدأت بفكرة تطبيق أكواد الطوارىء وبأقل الإمكانيات المتاحة فى وقت لم يكن ذلك مفعلا فى أى من المنشآت الصحية وقتها ، فقد بدأت من مركز فريد عطية بمجموعة مصابيح ملونة و بإنذار يدوى بسيط .

فهى نموذج للأم المصرية الأصيلة كما ينبغى ان تكون ..تفكر خارج الصندوق ..تبادر ..تصنع بيدها ..تحاجى على بيتها و تحافظ عليه و تجمله و تزينه والدليل قدرتها على ذلك فى بيتها التانى مركز فريد عطية للكلى ..العلامة الفارقة والتى يشهد بها جميع المرضى دون استثناء و التى يقاس عليها اداء وحدات الكلى الحكومى و الخاص معا بالبحيرة ” .

كما يتحدث عنها الدكتور أحمد وجيه المغربي مدير مركز فريد عطيه واصفًا إياها بأنها نموذج وقدوة فيقول : ” هى تتمتع بصفات إنسانية وعملية متعددة ، فضلا عن المعاملة والحرص والإهتمام الذى تبثه كنموذج حى بين جميع المتعاملين مع المرضى بداية من الاطباء وحتى عاملة النظافة وعامل الأمن ، فهى نموذج مُشَرف لزملائها من هيئة التمريض ” .

أما على مستوى زملاء العمل فهى على علاقة جيدةٌ جدًا بجميع زملائها ورؤسائها ، وهى محبوبةٌ من الجميع ، ويشهد لها الجميع بحسن الأخلاق والأدب والإحترام ، وهى مثار فخر ومثال للأدب ، ويُضرب بها المثل فى الهدوء والرزانة والأخلاق الحميدة ، وهى أختٌ لهم جميعًا .

كذلك الحال بالنسبة للمرضى ، فالجميع يحبونها ويقدرونها ، فهى تُشعِرهم بأنها الأخت والأم والإبنة

كل التحية والتقدير للأستاذة قدرية على كل ما قدمته وما ستقدمه لخدمة المرضى الضعفاء ، ونتمنى لها تحقيق المزيد من النجاح وتقديم أفضل رعاية ممكنة للمرضى .
فلها كل الشكر على اتقانها لعملها وندعوا الله عز وجل أن يجعل عملها فى ميزان حسناتها ، وأن يبارك لها فى أولادها ، وأن يمتعها بالصحة والعافية اللهم آمين .

شارك مع اصدقائك

عن .فرحه الباروكي

شاهد أيضاً

حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الثلاثاء

عدد المشاهدات 5371 54 كتب: رضا الحصري تتوقع الهيئة العامة للأرصاد الجوية، أن يشهد اليوم …