محمد الشقيقي يكتب مجاملة الأفعى جريمه

إن عناق الافعى يخالف مبادئ الطبيعه لا تتركها حرة طليقه فتداعبك لتلتف حول العنق

حتى تلتهمك الخيانة وتمزق أنسجتك بلاشفقة فتستسلم لتفارق الحياه .

كيف تمنح السلم والود وتأمن للخائنه بعد مكرها الذى طال من الدهر أزمان لاتراوض الأفعى

بالدار تخلص من بطشها ثم ارفع القبعه دون أنحناء وخذ التحيه من امثالك الأبطال

قبل غداً سمها يسرى فى دماء الشهداء بشدة الإعصار .

ظاهرها الرحمة وباطنها النار تلتهم الصدقه وتقطع الأوتار غذائها غمزات الشيطان

تهمس اليك تتغزل بين يديك تتمتع بالدهاء نظراتها تخترق غشاء القلب لاتجعل روحك تخاطبها بغريزة الطيبه فهى بمثابة اللصه الخبيثه .

انصت بهدوء تام واستمع لصوت الناى ستخرج الأفعى من الجحور

سترى حقيقتها لاتخشى لدغتها واقطع رأسها بلا رحمه لاتتركها تعبر فى سلام وسكينه أنتزع منها الإستقرار والطمأنينة هى تعلم أنك مسالم غير مشاكس تنظر إليك لتستعطفك وأنت على مشارف الموت البطيء تعطيها الأمان تستدرجك بالسم المعسول ولسان لعوب لاتتعجب من كونها جائعة وترفض الطعام لانك الصيد الثمين الرغبة المستهدفة والوجبة المشبعه تبث السم في إناء الحليب بقدر أنملة كل فجر صباح وأنت تعتاد وتتجرعه دون أن تحتاط .

وفجأة وانت فى ثبات عميق لتكن ساعة الصفر لتظهر الحقيقة التى اختبأت خلف الكواليس قرينتك السوء تستهدف روحك وتهدم مسكنك الأنيق تمتص من جسدك الرشيق أوعية دماءك حتى تبتلعك دون مقاومه لاتنظر إلى عيونك المغمورة فى أمواج البكاء أنيابها مثل الأشباح مخيفه

تنقض عليك لتأخذ من أوردتك سر السعادة والحياه لامجال للبقاء .

لقد عظمت قدر السم وتذوقته بإرادتك ومن قبل أعطيتها الأمان

الهلاك قادم لامجال للفرار أصابك الشلل التام وارتمت السكين على الوحل لتتعجن بالطين وصورتك عين الأفعى الحسود وحطمت الناى وتجاوزت كل الحدود وأدخلت الثعبان العدو اللدود .

بكت عليك جدران المكان وندبت

الألسنة الحظ وقالت مجاملة الأفعى جريمة تخلص من بطشها واقتلع أنيابها أن الأوان أن تذبح الخائنه وتعود حر الإرادة وسيد الدار .