مسرحية “بنت الصعيد”… رسالة فنية تمس القلب والعقل
.فرحه الباروكي
14 أغسطس، 2025
الفن والثقافه
عدد المشاهدات 5371 64
بقلم د. محمد ابو شنب
بناءً على توجيهات سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي في تعزيز دور المرأة، أقام مجموعة من الشباب عرضا مسرحيا جريئا لمواجهة واحدة من أعظم القضايا الاجتماعية في مصر: “بنت الصعيد”.
العرض أقيم في ساقية الصاوي يوم الاثنين الموافق 11/8/2025، وبدأ برسالة صادقة عن حق المرأة في التعليم، وحقها في تقرير مصيرها بعيدا عن القيود الموروثة التي كثيرا ما تخنق أحلامها.
في البداية أحب أن أوجه كل الشكر لفريق العمل المبدع الذي لم يكتف بتقديم عرض فني، بل حمل على عاتقه مسؤولية تسليط الضوء على قضية قديم ومتجددة في آن واحد. قضية تتعلق بالحرمان من التعليم، وبالتزامات العادات والتقاليد الصارمة، وبالغضب غير المبرر تجاه رفض الفتيات للزواج القسري. بالفعل، كان العمل متكاملا من حيث الفكرة والأداء والرسالة.
البعد النفسي والتنموي في المسرحية
ما يميز هذا العرض هو أنه لم يكتف بالقاء الضوء على المأساة، بل فتح باب النقاش عن تأثير هذه القضايا على الصحة النفسية للفتيات.
حرمان الفتاة من حقها في التعليم أو فرض قرارات مصيرية عليها يخلق دوامة من الإحباط، القلق، وانخفاض تقدير الذات. وهنا يأتي دور التوعية النفسية، التي تسعى لتعليم الفتاة مهارات التكيف، والتعبير عن ذاتها، وبناء الثقة لمواجهة التحديات.
المسرحية، بشكل غير مباشر، مارست دور “الكوتشينج المجتمعي؛ فهي لم تقل للفتاة فقط “هذا حقك”، بل أوصلت رسالة لكل أفراد المجتمع أن التغيير يبدأ من الفكر والوعي، وأن تمكين المرأة ليس مجرد شعارات، بل خطوات عملية تبدأ من البيت، المدرسة، والمسرح.
في نهاية الامر خلينا نتذكر معآ
المسرح أحيانا بيكون مرآة تعكس الواقع، وأحيانا بيكون نافذة على مستقبل ممكن أفضل. ومسرحية “بنت الصعيد” اختارت تكون الاثنين معا: مرآة تفضح وجع البنات اللي اتظلموا، ونافذة تفتح أمل جديد لجيل جاي يعرف إن صوته مسموع.
التغيير مش بيبدأ من قوانين بس، ولا من قرارات فوقية، لكنه يبدأ من وعينا إحنا، من قدرتنا نواجه الموروثات اللي مش بتخدم إنسانيتنا. كل كلمة اتقالت على خشبة المسرح، وكل مشهد لمس قلوب الحاضرين، هو بمثابة تدريب صغير على الشجاعة… شجاعة إنك تقول “لا” لما يكسرك الواقع، وإنك تدافع عن حقك حتى لو كنت لوحدك.
خلونا نفتكر إن تمكين البنت مش رفاهية، ولا موضة… هو استثمار في بيت أفضل، ومجتمع أقوى، ووطن أذكى.
ويمكن الرسالة الأهم اللي خرجنا بيها من العرض هي
من حقك تختار… ومن واجبنا نحترم اختيارك