معركة ذات السلاسل وهزيمة الفرس

كتب / اسامة عبدالخالق

نائب رئيس مجلس الادارة 

اصطفَّ الجيشان في مشهدٍ مهيب، وأخذ كلٌّ منهما ينظر إلى الآخر من على مسافة ليست بالبعيدة.

وفي جوٍّ يسوده القلق والتوتر، تبادل جيش المسلمين وجيش الفُرس النظرات القوية والحادّة.

وفي ظل هذه الأجواء الحاسمة، خرج هرمز قائد الفرس من جيشه على فرسه يطلب

المبارزة، وأخذ يصرخ بأعلى صوته:

“أين خالد_ابن_الوليد؟”

قالها بالعربية بلا ترجمان!

فما كان من خالد إلا أن خرج بلا تردد على فرسه لمنازلة هذا الطاغية.

اقترب خالد رضي الله عنه من هرمز كثيرًا، وكانا أقرب إلى جيش الفرس من جيش المسلمين.

نزل هرمز من حصانه وأشار لخالد أن يقاتله على الأرض، فقبل خالد التحدي، ونزل عن فرسه،

وردّ كلٌّ منهما خيله إلى الجيش.

بدأ الجيشان يراقبان الوضع بكل توتر، قائد المسلمين الأعلى يقاتل قائد الفرس الأعلى،

وهو أمر نادر الحدوث في التاريخ، ومبارزة كهذه لا تنتهي إلا بموت أحدهما.

لكن قبل بداية المبارزة، كان هرمز قد أعدَّ خمسةً من فرسانه الأقوياء للغدر بخالد.

ومع بداية القتـ..ال أعطى الإشارة، فانطلقوا نحو خالد يريدون قتـ..له.

أدرك خالد الموقف، ورأى الموت يقترب منه؛ فالفرسان أقرب إليه من جيشه،

ولن يستطيع أن يواجه خمسةً ومعهم هرمز وهو وحيد على قدميه.

⚔️ هنا برز دور القعقاع_بن_عمرو_التميمي رضي الله عنه، إذ لمح الفرسان

وهم يتهيأون للغدر، فانطلق كالسهم على فرسه دون أن يُخبر أحدًا،

عسى أن يُدرك خالداً قبل أن يُقتل.

وبالفعل، ما كاد خالد يُدافع قليلاً عن نفسه حتى وصل القعقاع، فاشتبك مع

فرسان الغدر وقتل الأول، ثم عاجل الثاني، حتى قُتل اثنان منهُم.

وبعد لحظات وصل بعض المسلمين، فانشغلت باقي الفرسان معهم، ونجا

خالد رضي الله عنه من المكيدة بفضل الله ثم بمساعدة القعقاع.

عاد خالد ليُكمل قـ..تاله مع هرمز، وكان النزال عنيفًا شديدًا، حتى إن المسلمين

والفرس لم يعودوا يميزون بينهما من شدّة الاشتباك.

وأخيرًا، قام خالد من على الأرض وخنجره يقطر من دمـ..اء هرمز، لقد هلـك

الطاغـ..ية، أمير العراق وحاكمها، على يد القائد الباسل خالد بن الوليد رضي الله عنه.

أصاب الفُرس ذهول شديد؛ فكيف يُقتـ..ل قائدهم من هؤلاء العرب الذين لم

يكونوا يعدّونهم شيئًا أمام حضارتهم العريقة وجيوشهم الجرارة؟

لكن سيف الله المسلول لم يُمهلهم ليلتقطوا أنفاسهم، فأمر جيشه بالهجوم العام.

فتبعثرت صفوف الفرس بعد فقدان القائد، وعجزوا عن الصمود، فاخترق

المسلمون جيشهم وقتـ..لوا فيهم قتـ..لاً عظيمًا.

وانتصر المسلمون في هذه المعركة انتصارًا ساحقًا على الإمبراطورية الفارسية الساسانية.

وكانت هذه الانتصارات بداية انهيار الإمبراطورية وانحسار الديانة المجوسـ.ية

في بلاد إيران، وإقبال الفرس على اعتناق الإسلام.

📍 وقعت هذه المعركة المباركة على عهد الخليفة الراشد أبو بكر الصديق رضي الله

عنه في كاظمة شمال الكويت حاليًا، وسُمّيت بـ ذات_السلاسل نسبة إلى استخدام

الفرس السلاسل لربط بعض ألوية جيشهم.

🤍 لا تنسوا الصلاة والسلام على الحبيب المصطفى ﷺ، ولا تغفلوا عن الدعاء لإخوانكم في غـ..ـزة

 

شارك مع اصدقائك

عن اسامه عبد الخالق

شاهد أيضاً

“البحيري”: متحدثا عن (مولد المصطفى صلى الله عليه وسلم) برئاسة قطاع الأمن المركزي

عدد المشاهدات 5371 86 كتب: رضا الحصري نظمت رئاسة قطاع الأمن المركزي، ندوة بعنوان: (مولد …