مهمة تعليم الناس وتربيتهم

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله، الحمد لله الذي حث عباده على الإعتصام بالكتاب والسنّة، أحمده سبحانه وأشكره ذو الفضل والمنّة،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أعاذ عباده من شر الناس والجنّة،

وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله قائد المؤمنين ودليل الملة، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه في السراء

والملمّة أما بعد عباد ا لله إن مهمة تعليم الناس وتربيتهم أمر عظيم، حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليوقف خطبته لأجل العلم،

حيث روى الإمام مسلم في صحيحه، عن أبي رفاعة العدوي رضي الله عنه قال إنتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب،

فقلت يا رسول الله رجل غريب يسأل عن دينه لا يدري ما دينه،

قال فأقبل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وترك خطبته فأتمّ آخرها”

ولئن كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم الناس بأقواله وأفعاله.

 

فلقد كان يعلّمهم بأخلاقه وحسن تعليمه وطيب معشره،

فيقول معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه بينما أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم،

فقلت وأنا أصلي يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم،

فقلت واثكل أمياه ما شأنكم تنظرون إليّ، فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمّتونني،

لكني سكتّ، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن منه، فو الله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني، قال “إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن” رواه الإمام مسلم، فتأملوا عباد الله هذا الأسلوب النبوي الشريف، فرغم أن هذا الخطأ كان من مبطلات الصلاة، إلا أنه لم يعنف صاحبه، ولم يوبخه، إنما علّمه برفق وأسلوب حسن.

 

وفي قصة الأعرابي الذي بال في ناحية المسجد، فأسرع الناس إليه، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال ” إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين، صبوا عليه سجلا من ماء” رواه أبو داود، وفي رواية قال “اللهم ارحمني ومحمدا، ولا ترحم معنا أحدا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” لقد تحجّرت واسعا ” وقال الإمام النووي في شرح الحديث وفيه الرفق بالجاهل، وتعليمه ما يلزمه من غير تعنيف ولا إيذاء، إذا لم يأتي بالمخالفة إستخفافا أوعنادا، وفيه دفع أعظم الضررين بإحتمال أخفهما” وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث القوم جاءه أعرابي فقال متى الساعة؟ فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدّث، فقال بعض القوم سمع ما قال فكره ما قال، وقال بعضهم بل لم يسمع حتى إذا قضى حديثه قال أين أراه السائل عن الساعة؟

 

قال ها أنا يا رسول الله، قال فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة، قال كيف إضاعتها؟ قال إذا وسّد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة” رواه البخاري، فرغم أنه عليه الصلاة والسلام كان مشغولا بحديثه لم ينسى هذا السائل ولم يهمله، إنما كان مهتما به فأجابه على سؤاله لما فرغ من كلامه، وهذا الإهتمام يكشف عن الخلق السامي الرفيع من رسولنا الكريم المعلم الأول صلى الله عليه وسلم، فاللهم ارحم أمواتنا وأموات المسلمين، وأغفر اللهم لنا ولهم ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، وأجمعنا في مستقر رحمتك غير خزايا ولا مفتونين، واجعل اللهم لنا ولهم من رحمتك ورضوانك أوفر الحظ والنصيب، اللهم اهدي شباب المسلمين وأصلحهم، وأحفظهم من كل شر يراد بهم، اللهم حبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم، وكرّه إليهم الكفر والفسوق والعصيان، إنك ولي ذلك والقادر عليه.

 

اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم إكفنا بحلالك عن حرامك، وأغننا اللهم بفضلك عمن سواك يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، يا عزيز

يا غفار.

شارك مع اصدقائك

عن دكتوره مرفت عبد القادر

شاهد أيضاً

زين لهم الشيطان سوء أعمالهم

عدد المشاهدات 5371 147   بقلم / محمـــد الدكـــروري الحمد لله رب العالمين الملك الحق …