و كان ابوهما صالحا
كتب نبيل سامي
قال تعالي | واما الغلام فكان ابواه مؤمنين فخشينا ان يرهقهما طغيانا وكفرا …
إنسان غير مؤدب ، هو وحش تم إطلاقة علي العالم ليزداد قذارة .
أتحدث عن ذلك الرجل الذي عاش على مبدا ومات على شرف منذ ان ولد لمعت في عينه براءه
حب الخير للغير والمساعده والوقوف كتفاً .
إنه الرجل الذي ولد بريفٍ مصري اصيل يحمل في جعبته العادات والتقاليد المصريه الاصيله فكان
ريان قريه صغيره لا يرد أحداً طلبه في فعل خير أو رد متخاصمين او إصلاح ذات بينٍ او جلسة
عُرفيه وكأنما وهب حياته لله من أجل الله لا من أجل البشر . فصادق فيه قول الحق يؤتى الحكمة
من يشاء ومن يؤتَ الحكمة فقد أُوتي خيراً كثيراً ليتم الله عليه النعمةً كاملةً للتبرع بقطعه أرض
يُبنَي عليها بيتاً من بيوت الله يذكر فيها إسمه وترفع فيه أذكار الرحمن و أصوات الأذان العاليه
لتصل الى عنان السماء رافعة راية الحق تبارك وتعالى وكان ممن كتب الله لهم حسن الختم
و الخاتمه التي قد تجعل البعض يظن وهو يقرأ بأن المسيرة قد انتهت ولكن في الحقيقه
لا لأن من تلك النعم التي قد يُنعم الله بها على الإنسان زوجة صالحه وإنها لَعَمري أكبر النعم
وأعلى عطايات الله وجميل هداياهُ ،
بل إحدى السُّبُلِ إلى الجنه فقامه الام من مقامها بعد فقدان الزوج بمهمتين مهمه الأم
كأم ومهمة الأب معاً ، فكانت الساهرة الجالسة والنائمة الباكيه لتحمل على عاتقها تكملتَ
المشوار الصعيب وتواجه قساوة الأفراد والايام دون شكوى ،
أولادها في ريعان الشباب ما بين أربعة صبيان وبنت أشبه بالبدر في ليلة التمام في ربع
العقد الثاني من عمرها وكذلك الصبيان ما بين النصف والثلاثه أرباع من عقدهم أكبرهم لا
يزال يدرس والأخير لا يزال يحبوا في مدينة البيت فما كان من الأم إلا أن جمعت أولادها على
مائده الحب وطبليه العشاء ، لتزرع في قلوبهم زرع الصالحين الذين يخشون لو أنهم تركوا
من خلفهم ذريه ضعافاً . كانت الام في كل صباح يتنفس تتمني لو أنها تقدم المزيد لصغارها ،
وفي كل فجرٍ جديد تتمتم بدعوات صادقة لله من أنين قلبها ، تخشي أن تفارق دون الحصاد لما زرعته .
ومرت السنون تلو الأخري دون ضجر .فأرادت الأيام أن تكافيء تلك المرأة فكبر الأبناء وصارواْ رجالاً
في نظر أُمهم و أنظار الناس أقلام الحق ، لتحصد حينما حان وقت الحصاد فصار ما بين
خريج ل حقوق وأخر لإعلام واخر ل شريعة ، بذلت ما بوسعها لتري لهم مستقبل مُشرق
كأي أم تبتهج حين تنظر لأولادها وتلك هي الأم التي تستحق في نظر أعين الناس جميعاً
أن تُلقب بلقب الأم المثالية وإنها في نظري لمن أعظم من أنجبت البشرية ليس لانها حصلت
على جائزه نوبل للسلام ولكن لتصديها للصعاب و متاعب الحياه بطولها وحيده أشبه بيمامة
تنقل عُش اولادها كل يوم مخافة صقور البرية وهذا هو سر التقوى التي تنفع الذرية ويصدق
فيها أحمد شوقي حين خاطبها قائلاً
الام مدرسه إن أعددتها اعددت شعباً طيب الأعرافِ ، وها هم الشعب فقولوا تبارك الرحمن
صدى – مصر من مصر لكل العالم