أفضل ما أنفقت فيه الأوقات
محمد البحيري
7 سبتمبر، 2025
الدين والدنيا
عدد المشاهدات 5371 118
بقلم محمد الدكروري
إنها كلمات بسيطة موجزه يسيرة عن عبادة جليلة يغفل عنها الكثيرون ألا وهي التفكر في عجائب خلق الله عز وجل، وفي حث العباد على التفكر، قال العلامة السعدي رحمه الله يخبر تعالى ” إن في خلق السموات والأرض وإختلاف الليل والنهار لآيات لأُولي الألباب ” وفي ضمن ذلك حث العباد على التفكر فيها والتبصر بآياتها وتدبر خلقها، وفي أهمية التفكر في حياة المسلم، قال الحافظ ابن كثير رحمه الله قال الحسن عن عامر بن عبد قيس قال سمعت غير واحد ولا اثنين ولا ثلاثة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقولون ” إن ضياء الإيمان أو نور الإيمان، التفكر ” وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال “ركعتان مقتصدتان في تفكر، خير من قيام ليلة والقلب ساه ” وقال وهب بن منبه رحمه الله ” ما طالت فكرة امرئ قط إلا فهم ولا فهم امرؤ قط إلا علم ولا علم امرؤ قط إلا عمل “
وقال الإمام سفيان بن عينيه رحمه الله “إذا المرء كانت له فكرة ففي كل شيء له عبرة ” وقال أبو سليمان الدارني رحمه الله إني لأخرج من منزلي فما يقع بصري على شيء إلا رأيت لله عليّ فيه نعمة ولي فيه عبرة وقال بعض الحكماء من نظر إلى الدنيا بغير العبرة انطمس من بصر قلبه بقدر تلك الغفلة” وكما أن التفكر عبادة يثاب عليها العبد، فقال الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز رحمه الله ” الفكرة في نعم الله أفضل العبادة ” وقال العلامة السعدي رحمه الله التفكر عبادة، من صفات أولياء الله العارفين، وفي معنى التفكر قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله التفكر إعمال الفكر وذلك بأن يفكر في خلق السموات والأرض لأي شيء خلقت ؟ وكيف خلقت ؟ وكيف رفعت السماء ؟ وكيف سطحت الأرض ؟ وما أشبه ذلك, فهم يعملون أفكارهم.
واعلموا أن التفكر في خلق الله تعالي من أفضل ما أنفقت فيه الأوقات، حيث قال العلامة ابن القيم رحمه الله عنها فأحسن ما أنفقت فيه الأنفاس التفكر في آيات الله وعجائب صنعه، وإن أنواع التفكر نوعان، فالنوع الأول هو تفكر غير نافع لأصحابه وهو تفكر بعض الكفار في مخلوقات الله الكونية فهم وإن تفكروا في عظيم مخلوقات الله جل جلاله، فتفكرهم تفكر مادي الغاية منه ما يفيد في الدنيا، فلا يقودهم تفكرهم إلى ما ينفعهم في الآخرة فكل ملحد أو شاك فلن ينفعه تفكره إن وجد منه ويقول الله عز وجل ” وفي الأرض آيات للموقنين ” وقال العلامة العثيمين رحمه الله للموقنين أي لمن أيقن بوجود الله عز وجل وعظمته وجلاله، أما من شك والعياذ بالله فإنه لن ينتفع بهذه الآيات، والنوع الثاني وهو التفكر النافع وهو التفكر الذي يؤدي بصاحبه إلى اليقين بأمور.
منها معرفة عظمة الله عز وجل، فقال الإمام ابن الجوزي رحمه الله سرنا على طريق خبير فرأيت من الجبال الهائلة والطرق العجيبة ما أذهلني وزادت عظمة الخالق عز وجل في صدري فصار يعرض لي عند ذكر تلك الطرق نوع تعظيم لا أجده عند ذكر غيرها فصحت بالنفس ويحك اعبري إلى البحر وانظري إليه وإلى عجائبه بعين الفكر تشاهدي أهوالا هي أعظم من هذه، وقال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في خلق السموات والأرض آيات، والذي يطلع على ما صوره العلماء من هذه الآيات العظيمة يتبين له عظمة الله عز وجل في هذا الخلق، وهذه المعرفة بعظمة الله عز وجل تجعله يجاهد نفسه في عدم عصيانه، وقال بشر بن الحارث الحافي رحمه الله ” لو تفكر الناس في عظمة الله تعالى لما عصوه