أفنجعل المسلمين كالمجرمين

بقلم محمـــد الدكـــروري

الحمد لله ولي من اتقاه، من اعتمد عليه كفاه، ومن لاذ به وقاه، أحمده سبحانه وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وحبيبه وخليله ومصطفاه، صلى الله وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، ومن دعا بدعوته واهتدى بهداه، أما بعد يقول الله تعالى في سورة القلم ” أفنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون ” ويقول سبحانه في سورة المجادلة “إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز” فإن هناك الآيات العظيمة التي وردت في كتاب الله تعالى والتي ذكر فيها سبحانه عقوبة المستهزئين وعقاب الله الأليم المحيط بهم ، وإنه لأمرا عظيما تتفطر منه الأكباد وتنخلع لهوله الأفئدة، فإنه خزي في الدنيا وعذاب في الآخرة، هلاك ودمار في العاجلة.

وعذاب مقيم في الآجلة، فهؤلاء قوم نوح عليه السلام سخروا منه فأهلكهم الله بالغرق في الدنيا ولعذاب الآخرة أشد وأنكى فقال تعالى في سورة الأعراف ” فأنجيناه والذين معه في الفلك وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوما عمين” وهؤلاء هم قوم هود عليه السلام سخروا منه وكذبوه، فأنجاه الله وأهلكهم قال تعالى في سورة الأعراف “فانجيناه والذين معه بحرمةٍ منا وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا وما كانوا مؤمنين” وكما قال تعالى سورة هود “لما جاء أمرنا نجينا هودا والذين آمنوا معه برحمة منا ونجيناهم من عذاب غليظ وتلك عاد جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله واتبعوا امر كل جبار عنيد وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة ألا إن عادا كفروا ربهم ألا بعداً لعاد قوم هود” وهذا هو نبي الله صالح عليه السلام أرسل إلى ثمود فسخروا منه وكذبوه.

فأنجاه الله وأهلكهم فقال تعالى في سورة الأعراف “فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين” وهذا نبي الله لوط عليه السلام أرسل إلى قومه فسخروا منه وقالوا “إنهم أناس يتطهرون” فكانت النجاة له ولمن آمن معه، والهلاك والدمار للساخرين والمكذبين، فقال تعالى في سورة الأعراف “فأنجيناه وأهله إلا إمرأته كانت من الغابرين وأمطرنا عليهم مطراً فانظر كيف كان عاقبة المجرمين” وقال سبحانه سورة هود “فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد” وهؤلاء قوم شعيب سخروا منه وقالوا له “ياشعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرشيد” فأهلكهم الله تعالي وأنجاه، حيث قال سبحانه في سورة الأعراف.

“فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين الذين كذبوا شعيبا كانوا هم الخاسرين” وقال سبحانه في سورة هو ” ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منا وأخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين كأن لم يغنوا فيها ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود” وهؤلاء هم قوم نبي الله موسى عليه السلام كذبوه وسخروا منه وأستهزأوا به فأنجاه الله تعالي ومن معه وأهلك عدوه قال تعالى في سورة الشعراء ” فأوحينا إلى موسى أن أضرب بعصاك البحر فأنفلق فكان كل فرق كالطود العظيم وأزلفنا ثم الآخرين وأنجينا موسى ومن معه أجمعين ثم أغرقنا الآخرين” وأعداء رسول الله صلى الله عليه وسلم استهزأوا به وسخروا منه وكذبوه وآذوه فكانت العاقبة للمتقين، والخزي والعار والنار والهلاك للطغاة الهازلين المفسدين المكذبين، قتلوا في الدنيا وعند ربك عذاب ونار شررها كالقصر

شارك مع اصدقائك

عن محمد البحيري

شاهد أيضاً

مظاهر التكريم الرباني لبني آدم

500 198 بقلم محمد الدكروري الحمد لله وكفى، وما قلّ وكفى خير مما كثر وألهى، …